كتبت - نوريهان سيف الدين:
إن سألت أي مواطن عربي عن الأقطار المحتلة داخل الوطن العربي فسيبادر بالإجابة قائلاً ''القدس''، وإن كان ذا ثقافة تتسع قليلاً فسيذكر ''الجزر الإماراتية الثلاثة'' التي احتلتها ''إيران''، لكن لا أحد يلتفت إلى أقدم المدن المحتلة في الوطن العربي، ولا زالت حتى الآن خاضعة للسيادة الأجنبية، بل أن أوسع دوائر المعارف تتجاهل ذكرها.
''سبتة و مليلة'' المدينتان المغربيتان اللتان تقعا على ساحل المتوسط ومضيق جبل طارق، والتي تحتلهما ''أسبانيا'' منذ سنوات طويلة تكاد تقترب من نهاية ''الدولة الأندلسية''، ورغم التنازع عليهما والحكم الذاتي لكل منهما، إلا أنهما حتى الآن لا يزالان خاضعتان للتاج الأسباني.
اليوم؛ وفي مقالتها المختارة بالعربية، أظهرت موسوعة ''ويكيبيديا'' جزء عن ''المملكة المغربية'' بوصفها دولة عربية إسلامية، لكنها استكملت قائلة ''كاملة السيادة على أرضها''، دون الالتفات لوضع البلدتين المحتلتين داخل السياق، متجاهلة معاناة شعب البلدتين من هوية عربية وحقوق منقوصة.
''سبتة ومليلة'' رغم الكثافة السكانية المعتدلة، إلا أن شأنهما شأن بقية المناطق المتنازع عليهما؛ فسكان البلدتين يعانون من صعوبة الانتقال عبر الحدود المغربية والأسبانية، كما أن رعايا دولة المغرب يلقون معاملة مختلفة إن مروا بالأراضي الاسبانية، وزاد الأمر اشتعالاً زيارة العاهل الأسباني لمدينة ''سبتة'' منذ بضعة أعوام قليلة، وهو ما حرك مظاهرات غاضبة في الأراضي المغربية، اعتراضًا على صمت القصر الحاكم، ومطالبة باسترجاع ''سبتة ومليلة'' المحتلتين للسيادة المغربية - فعليًا - وليس مجازًا.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا