كتب - كريم مجدي:
فجرت حكايتها قضية الإتجار بالاطفال من جديد.. إنها الطفلة ''ماريا''، تبدأ القصة عندما عثرت الشرطة اليونانية على فتاة شقراء، بعينين زرقاوين، بينما كانت السلطات تداهم بشكل روتيني مخيم للغجر في البلاد.
ولفتت هذه الصغيرة، التي أطلق عليها الغجر اسم ماريا، انتباه أفراد رجال الشرطة لأنها لا تشبه الأطفال الآخرين في المخيم، وبدأت السلطات تشك في احتمالية اختطاف هذ الطفلة.
وبعد إجراء فحص للحامض النووي للوالدين اللذين ادعيا أنَّ ماريا ابنتهما، كشفت النتائج أنَّ الحمض النووي للأبوين لا يمت بأي صلة للفتاة، وأرسلت الشرطة اليونانية الصورة إلى الإنتربول من أجل البحث عن صور الأطفال المفقودين، ومعرفة ما إذا كان أحدهم قد بلغ عن اختفاء فتاة بنفس ملامح ماريا.
وبالرجوع لتحليل الـ''DNA'' وجد أن الطلفة ماريا تنتمي لأم بلغارية غجرية، حيث أعلنت وزارة الداخلية البلغارية الجمعة أن اختبار الحامض النووي يثبت تطابق الحامض النووي لماريا مع ''ساشا روسيف''، لكن ''ساشا'' التي تبلغ من العمر 35 وزوجها ''اتانس'' الذي يبلغ 37 عام ، يشعرون بالقلق اتجاه احتمالية القبض عليهم بسبب تهمة الإتجار بالأطفال، فقام الزوجان بالفرار من كوخهم في ''نيكولايفو'' بعد ساعات من إجبارهم علي تقديم عينة من دمهم لإجراء فحوصات الـ ''DNA''.
وقال جيران ''ساشا''، إنها حالياً مختبئة في مكان ما، إنها خائفة من أن يتم القبض عليها وإرسالها إلي السجن، وكانت ''ساشا'' قد ادعت قبل ذلك أنها لم تقم ببيع ماريا، ولكنها اضطرت لتركها مع صديق في اليونان لأنها لم تستطع توفير المستندات الرسمية للدخول بها إلي بلغاريا.
وفي مكان آخر حطم اختبار الـ ''DNA'' زوجين الأمريكيين( جرمي اروين، 31 عام، وديبورا برادلي، 30 عام، الذان كانا فقدا ابنتهما ''ليزا'' في مدينة ''كنساس'' بالولايات المتحدة منذ أكثر من سنتين، بعد أن تواصلا مع السلطات اليونانية آملين في أن تكون ''ماريا'' هي ابنتهم المفقودة.
وتتبعت صحيفة ''الدايلي مايل''، البريطانية أم ماريا الحقيقية ''ساشا'' إلى المخيم الفقير الذي تقيم فيه في ''نيكولايفو'' والتي تقع منطقة ريفية ببلغاريا، و قد ورث زوج ''ساشا'' جين أمهق من عائلته، الذي كان السبب في أن تمتلك ماريا ''شعر أشقر وبشرة شاحبة.
وقامت الشرطة البلغارية بالتجول في المستوطنات والمخيمات الخاصة بالغجر بهدف جمع معلومات إضافية تخص قضية الإتجار بالأطفال، وقال ''ستويان كوليف'' 42 عام وهو أحد جيران ''ساشا''، إنه من الشائع جداً بين نساء الغجر في هذه القرية أن يذهبن إلي اليونان لبيع أطفالهن، وهم يقومون بذلك دائماً بسبب فقرهم وحالتهم المزرية، ويضيف ''ستويان'' أن النساء يذهبن إلى اليونان وهن حوامل في الشهر السادس، ويقومون بوضع أفطالهن هناك، ثم يقومون ببيعهم والرجوع مرة أخري من حيث أتوا، إنهن يبيعون أحد أطفالهن لكي يطعموا الآخرين، فالغجر دائما ما ينجبون ثمانية أطفال وأكثر، مما يجعلهم غير قادرين علي إطعامهم جميعاً، ويضيف ''ستويان'' أيضاً أن ظروف المعيشة بالمخيم ''رهيبة''، فمنذ اسبوعين غمرتهم المياه حتي وصلت عند مستوي ركبهم، وانتشرت الثعابين والفئران في كل مكان, وقال أن الطفل الغجري يتم بيعه بحوالي 4 ألاف جنيه استرليني.
وقال كبير المفتشين ''ستويكو كراتشولوف''، أن والدي ماريا الحقيقيين سوف يتم التحقيق معهم بخصوص ماريا ولكن لن يتم القبض عليهما، وأن أهم شئ أن نتأكد من أنهم هما والدي ماريا الحقيقيين، وقالت ''ديانا كانيفا'' العاملة بمجال حماية الأطفال، إنه بمجرد وصول ماريا إلي بلغاريا، فإنها سوف توضع في مركز رعاية للأطفال لحين البحث عن والدين آخرين يقومونا بتبنيها.
وذكرت الصحيفة البريطانية ''اندبندنت'' ، أن الطفلة ماريا موجودة حالياً في مركز يوناني خاص برعاية الأطفال، ولم يعلقا حول الاجراءات التي سوف تتخذ بعد أن تم معرفة والديها الحقيقيين، وأما بخصوص ''كريستوس ساليس'' و''اليثيرا ديموبلو'' اللذين ادعا أنهم والدي ''ساشا'' الحقيقين، فقد تم القبض عليهم بتهمة ''الاختطاف'' و''تزوير المستندات''، وكانوا قد ادعوا أنهم استلموا الطفلة من أبوين معدمين من بلغاريا، وقاموا بتربيتها مع أطفالهم الخمسة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا