الرياض - (أ ش أ):
رفضت 150 سعودية، بينهم أكاديميات، وداعيات، دعوة عدد من الناشطات إلى قيادة السيارة غداً السبت، معتبرين تلك الدعوة ''تمرداً على بعض الأحكام الشرعية، والآداب، والأعراف السوية''.
وطالبن في بيان اليوم الجمعة، بالتعامل ''بكلِ الحسم والحزم''، أمام الداعين لقيادة المرأة للسيارة غداً السبت، كما طالبن في المقابل بـ''توفير شبكة نقل عام منظّمٍ وآمن''.
وأعربت الموقعات على البيان عن ضيقهن، وانزعاجهن، مما اعتبرنه ''دعوات، واستثارات صريحة للتمرد على بعض الأحكام الشرعية، والآداب، والأعراف السوية، وكسر حاجز حشمة المرأة السعودية بممارسة بعض الأعمال كقيادتها للسيارة''.
واعتبرن من أطلقن هذه الدعوة ''فئة نشاز''، وأن حملتهن تمثل ''دعوةٌ ضمنية '' إلى التدخل في ''خصوصياتنا وقضايانا الداخلية''.
وحذرن من أن مطالب هذه الحملة ''تفتح باب شر خطير وفتن عمياء، لها بدايةٌ وليس لها نهاية؛ عبر المضي فيما من شأنه شرذمة المجتمع، وتشطيره، وفئويته، وانقلاب بعضه على بعض، وربما إثارة الدهماء وسفك الدماء؛ ولنا فيما حولنا أصدق العبر''، في إشارة إلى ما تشهد دول أخرى من مظاهرات واضطرابات.
واعتبرن في بيانهن أن هذه الحملة تجاهلت ''مطالب حقيقية وحاجات ضرورية للمرأة السعودية'' أهم من مطلب قيادة السيارة.
وأشار البيان إلى أن من هذه المطالب ''توفير شبكة نقل عام منظّمٍ وآمن''، الأمر الذي يسهم في ''فكّ للاختناقات المرورية وتقليلٍ لضحايا الحوادث وحمايةٍ للبيئة والصحة العامة من الأدخنة والعوادم ، واستغناءٍ عن السائقين''.
كما أورد البيان من بين هذه المطالب '' تمديد إجازة الأمومة، وتقليص سنوات الخدمة الوظيفية للمرأة مع حفظ حقوقها المالية، مراعاة لأنوثتها ومصلحة بيتها وزوجها وأولادها''، إضافة إلى '' توفير بيئات عمل آمنة للمرأة تحفظُ كرامتها ، وتنأى بها عن جحيم الاختلاط وآثاره المدمّرة ''.
ومن بين الموقعات على البيان الرافض لقيادة المرأة للسيارة، أفراح بنت علي الحميضي الأكاديمية في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في الرياض، وأميرة بنت علي الصاعدي، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى، وأسماء راشد الرويشد الداعية، والمستشارة السعودية.
ويأتي هذا البيان بعد يومين من تحذير وزارة الداخلية السعودية، الناشطات اللاتي دعين إلى قيادة السيارة، غداً السبت، بأنها ستطبق الأنظمة بحق المخالفين كافة ''بكل حزم وقوة''.
وأطلقت ناشطات سعوديات حملة لرفع الحظر المفروض عن قيادة المرأة للسيارات في بلدهن، وأعلن أنهن سيتحدين ذلك الحظر غداً السبت.
وقال بيان الحملة إنه ''وكما كانت الصحابيات يركبن الخيل والإبل في التنقل والترحال حسب آليات عصرهم، فمن حقنا الأصيل بالقيادة وحسب آليات عصرنا الحديث''.
وأكدن أنه ''لا يوجد نص شرعي واحد أو مانع فقهي يحظر علينا ذلك''.
وفي رسالة للنساء المعارضات لقيادة السيارات، قال البيان :'' نذكر بأن النساء لن يجبرن على القيادة إن لم يرغبن بذلك، فحتى لو سمحت الدولة بقيادة النساء للسيارة، فسيبقى المجال مفتوحاً للمستغنيات عن القيادة بأن يمتنعن عن القيادة بكامل إرادتهن''.
وفي سبتمبر الماضي، أطلقت ناشطات سعوديات حملة لرفع الحظر المفروض عن قيادة المرأة للسيارات في بلدهن، وأعلن أنهن سيتحدين ذلك الحظر يوم 26 أكتوبر (غداً السبت).
ولا يوجد في المملكة - البلد الوحيد في العالم الذي يحرم على المرأة قيادة السيارة - قانون يحظر قيادة المرأة للسيارة، لكن لا يسمح لها باستخراج ترخيص القيادة، كما ألقي القبض في أوقات سابقة على نساء بتهمة الإخلال بالنظام العام بعد ضبطهن وهن يقدن سيارات.
وفي 8 أكتوبر الجاري، أوصت ثلاث سعوديات من أعضاء ''مجلس الشورى السعودي'' (البرلمان) المجلس بأن ''يعترف بحقوق المرأة في قيادة السيارة''.
في المقابل، كشف الأمين العام لرابطة علماء المسلمين، الشيخ ناصر بن سليمان العمر على موقعه الإلكتروني أنه قام بزيارة مع وفد ضم قرابة 200 من المشايخ والدعاة إلى مقر الديوان الملكي بمدينة جدة (غرب السعودية) الثلاثاء الماضي، لبيان ''خطورة'' السماح للمرأة بقيادة السيارة.
ويشهد المجتمع السعودي منذ عام 2005 جدلاً واسعًا حول قضية قيادة المرأة السعودية للسيارة، والتي تُعَدّ مطلبًا لفريق من السعوديين، يصنفون من وسائل الإعلام الغربية على أنهم من التيار الليبرالي.
وفي مايو 2005، اقترح محمد بن عبد الله آل زلفة، عضو مجلس الشورى السابق، على المجلس مناقشة موضوع قيادة المرأة للسيارة بالسعودية، لكن الاقتراح أثار ضجة كبيرة، ورفض مجلس الشورى في فبراير 2006 ، طلب آل زلفة مناقشة تلك القضية.
وكانت هيئة كبار العلماء، وهي أعلى سلطة دينية في السعودية، نشرت في عام 1990، فتوى تعتبر أن قيادة المرأة السيارة أمر مخالف للدين الإسلامي.
ويستند معارضو قيادة المرأة للسيارة إلى القاعدة الفقهية التي تقول إن الشريعة الإسلامية جاءت بسد الذرائع والوسائل المفضية إلى المحظورات والمفاسد، حتى إن كانت هذه الوسائل مباحة في الأصل.
أما المؤيدون، فيستندون إلى أنه ليس هناك نص من القرآن الكريم، أو السنة المؤكدة يمنع المرأة من قيادة السيارة، فضلاً عن أنه قد تحدث ''خلوة محرمة'' بين المرأة السعودية والسائق الأجنبي الذي تضطر للجوء إليه بسبب عدم السماح لها بقيادة السيارة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك...اضغط هنا