كتبت - إشراق أحمد:
وقف المهنئون حول العروسين على أعتاب كنيسة ''العذراء''، في انتظار الدخول لتبدأ مراسم العرس، غير أن ثوان معدودة، وطلقات اختطفت لحظات الفرح، تاركًة أربعة أشخاص لفظوا أنفاسهم الأخيرة بينهم ''مريم''، طفلة ذات ثمانٍ سنوات، و17 شخصًا انتقلوا من الوقوف بالعرس إلى المكوث بين أرجاء المستشفيات.
يوم آخر اتشح بالسواد لكن هذه المرة تحت سقف كنيسة ''العذراء'' بالوراق؛ علا العويل والنحيب فضاء المكان، بينما تتلقف الأيدي النعوش لتصل بها إلى مقدمة ساحة التشييع، وأخرى تمتد لتنال آخر لمسة لذويها، وإن كانت فقط لخشب احتوى جثامينهم، وترانيم جاهدت لتصل لأسماع الحضور علها تضفي عليها السكينة.
وما إن كان الحزن يدمي القلوب والغضب يحرق النفوس في انتظار معرفة الجاني، مع استمرار أنباء ''جاري التحقيقات''، وخطة عن تكثيف التواجد الأمني حول الكنائس، بدأت التعليقات على الحادث ترتكز على توجيه الاتهامات للجهات الأمنية وأجهزة الدولة تارة، وجماعة الإخوان المسلمين تارة أخرى، في حين وقف آخرون على أن الموقف إنساني أكثر من احتماله تأويل سياسي.
''الجميع ومن مختلف الاتجاهات، متهِمين ومتهَمين، سارعوا إلى إضفاء الصفة السياسية على حادث كنيسة الوراق، طرف يتهم الإخوان وطرف يتهم الأمن''.. كلمات كتبها أحمد عز الدين، أحد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي ''تويتر''، معبرًا عن حال رد الفعل السائد حول الحادث.
وخرج اتحاد شباب ماسبيرو ببيان نشره على صفحته على ''فيس بوك'' و''تويتر'' تحت عنوان ''الأقباط بين سندان الحكومة ومطرقة الإخوان''؛ حيث حمّل المسؤولية للحكومة، ووجه الاتهام إلى وزارة الداخلية والمطالبة بمحاكمته ''فكيف لنا أن نصدق أن وزير الداخلية الذي رعى الهجوم الشهير على الكاتدرائية المرقسية، قد يحمي المسيحيين من أي اعتداء آخر، وألا يكون قد تواطىء في أي هجوم آخر؟''، وكان من بين المطالب التي جاءت بالبيان ''تطهير وزارة الداخلية من كل القيادات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين''.
وعلق ''أيمن نور''، مؤسس حزب غد الثورة، على صفحته الخاصة بـ''تويتر'': ''منذ سنوات طالبنا بوضع كاميرات مراقبة على أبواب الكنائس والأماكن الحساسة، لكشف غموض مثل هذه الحوادث فورًا وتكلفتها زهيدة، و? أحد يريد أن يفعل''.
وكتب الناشط الحقوقي علاء عبد الفتاح، قائلاً:'' من الآخر قتل الأقباط لا يهدد سلطة أحد، بالتالي الداخلية والجيش والنيابة لا تحمي الكنائس وروادها''.
وعلق ''إسحاق إبراهيم'' : ''أجهزة الأمن تلقي القبض على مواطنين لحملهم منشورات أو بتهم التحريض على العنف، ولم تقبض على الإرهابيين المتورطين في حرق الكنائس وقتل وخطف أقباط''، متابعًا: ''كالعادة يشكر الأساقفة أثناء الصلاة على ضحايا العنف الطائفي المحافظ والجيش والشرطة، في حين يصرخ شباب يا نجيب حقهم يا نموت زيهم''، بينما تساءل محمد ماجد في إشارة لاتهام الأمن بالتقصير والتواطؤ: ''هي كنيسة الوراق مكانش قدامها ولا عسكري ليه صحيح؟!''.
وعلى الجانب الآخر الموجه الاتهام لـ''الإخوان'' كتبت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي قائلة: ''هل يدرك الإخوان مدى الكراهية التي تتزايد بنفس وتيرة جرائمهم البشعة وآخرها جريمة كنيسة الوراق ؟، هل يعرفون أن الشعب الذي خلعهم والذي ينتقمون منه سيضغط على الحكومة لمعاقبتهم على إرهابهم الكريه والمصيبة باسم الدين''.
وعلق فجر السعيد: ''الهجوم على كنيسة العذراء في الوراق بمصر لإثارة فتنه طائفية، وهذا أسلوب يجيده الإخوان بشدة، إما بين المسلمين والمسيحيين، أو سنة وشيعة.. المهم فتنة''.
وما بين الاقتناع بأن مرتكب الحادث هم ''الإخوان''، ونفي التهمة عنهم؛ حيث كتب خميس السواحلي: ''الإخوان لو عايزين يضروا الأقباط كانوا حرقوا كل الكنائس أثناء فض رابعة، وطبعًا مكانش هناك أي تواجد أمنى على الكنائس.. فوقوا بقى''.
واعتبر البعض أن الحادث ما هو إلا استكمال لغياب كيان الدولة، وأبدى الاستنكار والحزن على الأوضاع؛ فكتبت سامية جاهين: '' واللي ما ماتش في مظاهرة أو ماتش أو دار عبادة أو أوتوبيس مدرسة، أو من التعذيب في قسم أو سجن، حيموت مقهور أو من كتر العياط.. إحنا جيل القهر''.
وعلقت سالي توما: ''زي ما الإخوان هيضحوا حتى آخر سلفي مش إخواني، الدولة هتضحي حتى آخر مسيحي ونوبي وسيناوي وفقير وثوري!.. طائفية وطبقية وعنصرية أجهزتك يا مصر''.
واستبعد عمرو رأفت أن يكون الأمر محاولة لإشعال ''فتنة طائفية''؛ فكتب: ''أي كلام عن شبهه وجود فتنة طائفية في حادث كنيسة الوراق أصبح غير مقبول، إذا كان إحنا مبقيناش كلنا طايقين بعض يبقى فتنة إيه''.
أما محمد سعيد فكان تعليقه عن التعويض الذي تقرر صرفه لضحايا الحادث؛ حيث كتب: ''الـ5000 جنيه تعويض المحافظة في حادث كنيسة الوراق، لن تعيد الطفلة مريم للحياة.. شكرًا على مشاعرك يا حكومة.. خلي بالك من اللي فاضل من المصريين بس''، في حين علق بيتر ماهر قائلاً:'' كلام في إعلام رغي كتير، وفي الآخر شيخ بيحضن قسيس.. لنا الله''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا