القاهرة - (راديو هولندا):
في محاولة للثورة على تقاليد المجتمع العربي، نظم مجموعة من الشباب والفتيات المصريين يوما لركوب الدراجات، يوم السبت الماضي تحت عنوان ''ثورة البنات- هنركب عجل والهوا يطير شعرنا''، وفي نفس اليوم نظمت مجموعة أخرى حدثا مماثلا في محاولة لرفض التحرش والتعصب ضد المرأة المصرية.
انطلقت حملة ''ثورة البنات'' في يناير 2012، وهي تضم مجموعة من الشباب الثائر على قيود المجتمع، ونظمت من قبل عدة حملات من بينها '' هنلبس فساتين''، وفي مبادرتها الأخيرة ''هنركب عجل'' تحاول الحملة تغيير نظرة المجتمع للفتاة، ومواجهة ظاهرة التحرش.
وقال بيان الدعوة للمبادرة :''''من بين أحلامنا البسيطة ركوب العجل والإحساس بالهواء، فركوب الدراجات رياضة مفيدة جدا، ومن حق أي فتاة قيادة الدراجات دون مضايقات أو تحرش''، مشيرا إلى أن السبب وراء هذه المبادرة هو كسر حاجز الملل والابتعاد عن المواصلات العامة والزحام والتحرشات.
للرجال فقط
وقال مايكل نزيه مؤسس حملة ''هنركب عجل'' :'' نحن نسعى لكسر نظرة المجتمع للبنت، وتشجيعها على عدم الخوف من أي مضايقات في الشارع، ونشر ثقافة الدراجات، كحل لمواجهة التكدس المروري''، معربا عن أمله في أن يأتي اليوم الذي تقود فيه البنت المصرية الدراجة لقضاء متطلباتها، دون خوف من رد فعل الشارع أو التعرض لأي أذى.
تجول الشباب والفتيات على دراجاتهم داخل شوارع مدينة نصر، وسط نظرات إندهاش أو إعجاب من جانب المارة أحيانا، ورفض في أحيان أخرى، ويقول سعيد عامل، أحد المارة في الشارع، إن ركوب الدراجات للرجال فقط، ولا يجب أن تقود الفتاة الدراجة في الشارع لأن منظرها مثير، وذلك منافي لتعاليم الإسلام.
بينما يرى أحمد ، طالب في كلية الهندسة، إن من حق البنت أن تقود الدراجة، كما تقود السيارة، مشيرا إلى أن المجتمع يفرض الكثير من القيود على المرأة، ولا بد من كسرها.
ووجهت إيناس مرزوق، مونتيرة ، الدعوة للفتيات بضرورة ركوب الدراجات وقالت:'' نداء لكل البنات، اركبوا عجلة ارجوكم، لازم الشارع المصري يتعود على المنظر ده وبعدين الموضوع ممتع جدا''، مشيرة إلى أنها بدأت في ركوب الدراجة في المنطقة المحيطة بمنزلها في حي المهندسين بالقاهرة، منذ ما يقرب من عامين.
وتضيف :'' الناس لسه بيجيلها صدمة لما بتشوف بنت راكبة عجلة، وهذه غطلتنا، لا بد أن نعمل على تغيير نظرة المجتمع، ونركب عجل، ونتحمل ما يحدث من مضايقات في البداية، حتى يتعود الشارع على مشاهدة فتاة على دراجة''، مشددة على ضرورة المحاولة مهما كانت المضايقات، ومشيرة إلى أنها تتعرض أحيانا لبعض المضايقات بسبب ركوب الدراجة، لكنها لا تأبه بها، فمتعة ركوب الدراجة تستحق المعاناة.
فوقوا
وفي حي الزمالك بالقاهرة تجمع نحو 50 شابا وفتاة بدراجاتهم ضمن مبادرة ''فوقوا''، وهي منظمة أهلية غير هادفة للربح، تسعى إلى مقاومة التحرش والتعصب، وتقول ملك عمر، أحد أعضاء الجمعية، والطالبة في السنة الأولى بكلية السياسة والاقتصاد، إنها لم تعتد ركوب الدراجة، لكن دعوة الجمعية شجعتها على قيادة الدراجة في الشارع.
وتضيف :'' من حقنا كبنات ننزل ونمارس أي رياضة، ونشجع البنات على الرياضة، فالشارع ملك لنا، وعدم المشاركة نوع من السلبية، التي لا بد من مواجهتها''، مشيرة إلى أن هناك الكثير من العادات السيئة والسلبية في المجتمع المصري، التي ينبغي تغييرها.
أما شروق طارق، 19 سنة، فتقول :'' نظمنا المبادرة لتكون حملة ضد التحرش''، مشيرة إلى أنها لم تسمع تعليقات سيئة من جانب المارة، وإن كان معظم من مرت بجوارهم بدا مندهشا من رؤية فتاة تقود دراجة.
وتضيف:'' نفسنا نركب عجل في الشارع، بعد أن أصبح السير فيه صعبا، من كثرة التحرش''، معلنة عن رغبتها في شراء دراجة، والبدء في تحدي المجتمع.