كتب- محمد منصور:
النفايات.. مشكلة عالمية، فمع تضخم إنتاجها من قبل البشر، بدأت الدول في منتصف ثلاثينيات القرن الماضي بالتفكير جدياً في إعادة تدوير القمامة، وبذلت تلك الدول جهوداً جبارة في محاولة الحد من عمليات دفن وحرق النفايات كونها تلوث الطبيعة الأم.
وفي القرن العشرين، استخدمت الدول تكنولوجيات جبارة وعلوم حديثة في محاولة لإتقان عمليات التدوير، إلا أن العلماء أرجعوا اكتشفوا أن تاريخ تدوير النفايات قديم قدم الإنسان، فقد استخدم ''النياندرتال''، وهو الإنسان الأول، تقنية إعادة تدوير مخلفاته قبل ألوف السنين.
و تعد إعادة تدوير القمامة صناعة هامة وحيوية للكثير من دول العالم، فالبرازيل والصين على سبيل المثال يعتبران ''القمامة'' جزء من المال العام كونها تشكل ''ثروة ضخمة ملقاه على قارعة الطريق''.
وفي كهوف بمنطقة البحر المتوسط، وجد العلماء أدلة دامغة على عمليات التدوير، فقد استطاعوا استخراج أدوات كان يستخدمها الإنسان القديم فى حياته اليومية وخضعت لعملية التدوير بعد أن انتهت مهمتها الأصلية، ليستخدمها الإنسان فى نوع أخر من المهام، وقد عُثر على تلك الأدوات فى منطقة جنوب أسبانيا وشمال المغرب وأيطاليا وفلسطين.
وقال الباحثون إن تدوير المخلفات يعد هدف رئيسي واستراتيجي للإنسان الأول، فالحفريات التي تم اكتشافها في اماكن مختلفة وفي أوقات مختلفة والتي تم تدويرها بأسلوب مختلف تدل على أن عمليات التدوير تمت عن طريق ''الحس الإنسانى الذي كان بفضل التدوير على الذهاب إلى الأماكن النائية لجلب المواد الخام وبالتالي امكانية التعرض للأخطار'' الأمر الذي يؤكد أن تلك العمليات كانت ''ضرورة للبقاء''.