كتب- محمد منصور:
2012 كانت السنة التي توقع فيها شعب "المايا" أن تكون "سنة الهلاك"، الأمر الذى دعي منتجي السينما استغلال الفرصة والترويج لأفلامهم والتي اثارت الرعب حول العالم ودفعت العديد من الشباب للضغط على العلماء لتأكيد الخبر أو نفيه فيما ألتزم النخبة الصمت إزاء الحملات التي طالب مدشنوها بناء "سفن نوح" تنقذ البشرية من اليوم الموعود، وفى التوقيت المحدد، تصاعدت دقات القلوب وتوتر من فقد الإيمان وبدء الجهلة في الاختباء داخل الممرات الأمنة وشراء مستلزمات المعيشة من كساء ودواء وطعام، إلا أن اليوم الموعود مر كأي يوم أخر.. حروب اندلعت وقتلى تساقطوا بالألاف وفقد العديد ذويهم إلا أن الحياة استمرت.
النبوءة تأتى اليوم على لسان العلم، الأمر الذى قد يدعو البعض لتصديقها، فأصحابها ليسوا شعب "المايا" "الجاهل"، بل علماء مرموقون في كُبرى جامعات العالم، ويعتمدون في تكهناتهم على حسابات رياضية وفلكية أجرتها الحواسب الآلية العالية الدقة وترجمتها عقولهم المصقولة بالعلم إلى أراء قد لا تشوبها شائبة.
تبدأ القصة منذ أكثر من 63 عاماً، عندما شاهد العلماء في الوكالة الأمريكية للفضاء "ناسا" كويكب يسبح في أتجاه الأرض وعلى وشك الاصطدام بها، على غرار فيلم "يوم القيامة" للنجم الأمريكي بروس ويلز، والكويكب عبارة عن جسم صخري بقطر يقترب من الكيلومتر الكامل، ويسبح بسرعه 15 كيلومتر في الثانية بالتناسب مع سرعة الأرض، ومن المتوقع أن يسقط الكويكب في المحيط الأطلسي وسيكون الاصطدام بسرعة 64 ألف كيلومتر في الساعة، الأمر الذى سينجم عنه انفجار بقوة 44800 ميجا طن من مادة الـ"تى أن تى" المتفجرة، الأمر الذى يعادل انفجار أكثر من 100 ألف قنبلة نووية.
في عام 1950 تم ملاحظة الكويكب لأول مرة، ثم أختفى تماماً عن الأنظار، الأمر الذى جعل العلماء يهملوه، وفى عام 2000 بدء العلماء ملاحظة عودته مره أخرى، ليعود "الكويكب" إلى ساحة الاهتمام، وبتتبع مساره، لاحظ العلماء اقترابه من دائرة الأرض بشكل بيضاوي، وقبل أيام، اعلن علماء ناسا أن المسار الحالي للكوكب يشكل خطراً كبيراً على الأرض، مشيرين إلى أن احتمالية اصطدامه بالأرض "كبيرة جداً" في عام 2880، فقد أثبت الرصد البصرى للكويكب والذى يتم كل ساعتين أن الجسم له ثاني أعلى معدل نُقصان للمسافة بينه وبين الأرض.
أكثر من 1400 جسم في الفضاء يشكلون خطراً على الأرض، حسب ناسا، التي تؤكد أنها "تتبع تلك الأجسام بمنتهى الحذر والحيطة" مؤكده أنها ستطلق أداة جديدة ستمكنها من استشعار خطر الكويكب المكتشف بصورة أفضل، مشيرة إلى أنه حال التأكد "سنبدأ في دراسة كافة الاحتمالات التي تمكننا من حماية كوكبنا".
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراكاضغط هنا