كتب - كريم مجدي:
يتعلم الأطفال كيف يتوقعون حاسة اللمس وهم داخل رحم الأم ، وكيف يلمسون وجوههم و رؤوسهم و كيف يطورون نفسهم نفسياً وفسيولوجياً قبل أن يولدوا.
ولأول مرة يكتشف العلماء قدرة الجنين علي التنبؤ بدلا من التفاعل مع حركات أيديهم تجاه افواههم في الوقت الذي يدخلون فيه مراحل متقدمة من مرحل الحمل بالمقارنة مع المراحل المبكرة منه، ويعتقد العلماء أن اكتشافهم من الممكن أن يحسن فهمهم للأطفال، خصوصاً الأطفال الذين يولدوا مبكراً، وقدرتهم علي التفاعل اجتماعياً و قدرتهم علي تهدئة انفسهم عن طريق ''مص'' أصابعهم، ويضيف الباحثون أيضاً، أن نتائج هذا الاكتشاف من الممكن أن تشير إلي مدي استعدادية الأطفال للتغذية منذ وجودهم في رحم أمهاتهم.
ويعتقد العلماء أن حركة الطفل الإرادية داخل الرحم هو المفتاح لمعرفة مدي تطور صحة الطفل أو هو المفتاح لمعرفة إذا كان الطفل مريض أم لا إذا لم يقم بالحركة في توقيتات معينة أثناء الحمل، يصبح الطفل حينها غير قادر علي مغادرة رحم أمه بأمان.
وتقول المحللة النفسية الدكتورة ''نادجا ريسلاند''، إن ازدياد معدل لمس الجزء السفلي من فم ووجه الجنين، من الممكن أن تكون دليل علي تطور المخ الضروري بصورة صحية، متضمناً أيضاً تطور قدرة الطفل علي التفاعل الاجتماعي و التغذية وتهدئة نفسه.
ويأتي الاكتشاف بعد عدة اكتشافات سابقة ، وجدت أن الأطفال يقومون بعمل إيماءات ووجوه مختلفة داخل رحم الأم، قبل أن يقوموا بها بعد خروجهم للعالم الخارجي، و قامت الدكتورة ''ريسلاند'' وفريق من الباحثين تابع لجامعة ''دورهام'' البريطانية، باستخدام تقنية الفحص بالموجات الفوق صوتية و استخدام الفحص ثلاثي الأبعاد، لتصوير ثمانية بنات و سبع أطفال، ما بين الأسبوع 24 والاسبوع 36 خلال فترة الحمل، وأظهرت النتائج أن معدل التطور متساوي في كل من الأولاد والبنات خلال فترة الحمل.
وفي المراحل المبكرة من الحمل, شاهد العلماء الأطفال وهم يلمسون الطرف الأعلى من الفم و جوانب رؤوسهم، بالرغم أنهم بعد ذلك يقومون بلمس المناطق السفلي الأكثر حساسية و أجزاء من وجوههم وأفواههم، وفي الأسبوع الـ 36 يقوم غالب الأطفال بفتح أفواههم قبل أن يلمسوها، حيث قال العلماء أن هذه علامة علي اللمسة الاستباقية، ويضيف العلماء أن الأجنة المعافاة، تزداد الحساسية حول أفواهها مع تطورها، مما يعني ازدياد وعي الأطفال بحركة أفواههم.
ويقول المتخصص في مجال الاحصاء الاجتماعي بجامعة ''لانكاستر'' ببريطانيا البروفيسير ''براين فرانسين''، إن الأبحاث المستقبلية التي سوف تبني علي الاكتشافات الحالية, سوف تقودنا إلي فهم أوسع لكيفية استعداد الطفل داخل الرخم للخروج إلي العالم الخارجي, بما فيها من تفاعل اجتماعي، رضاعة و تغذية، وكمتخصصة في هذا المجال تقول الدكتورة ''ريسلاند'' أنها اجرت أبحاث من قبل تفيد أن التثاؤب بالنسبة للأطفال علامة علي النمو الصحي لهؤلاء الأطفال.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك...اضغط هنا