كتبت - نوريهان سيف الدين:
على امتداد سور نقابتي ''الصحفيين والمحاميين'' بالقاهرة، ستجد لافتات صغيرة كلها في إطار ساخر، أحدها من ''البامية''، والآخر من ''المفقوع''، وثالث يسأل ''النخوة فين''، إلا أن جميعهم أعضاء في ائتلاف ''قرطسني شكرًا''.
''هشام ذو الفقار''، المحاسب الأربعيني، قال إنه منذ سنوات يتخذ هذه الطريقة للمعارضة ''الساخرة''، بعد أن ''تعب وزهق'' من المظاهرات والصوت العالي، وسؤال الناس الدائم له ''إنت مع السيسي ولا إخوان؟''، متسائلاً ''هو لحد دلوقتي الناس مصدقة إن في إخوان أصلاً !''.
على لوحاته سترى ''المفتش كرومبو''، يرسله ''هشام'' ليساعد ''الرئيس منصور'' في العثور على ''ونش مترو الأنفاق المسروق منذ الثمانينات''، وليساعده في إجابة سؤال ''أين القضاء على الفساد، أين القضاء أصلاً ؟''، وستجد أيضًا ''نعال حذاء''، أحدهما ''أبيض'' و الآخر ''أسود'' يمثلان ''السياسة في مصر'' قبل وبعد الثورة.
سؤال ''تتجوزيني'' أصبح هو الآخر مثار للسخرية من وجهة نظر مؤسس ''قرطسني شكرًا''، وقد تكون إجابته الآن بـ''لما تتحقق خارطة الطريق'' أو ''لما أسأل السيسي''، ويوجه ''الساخر'' أيضًا أسئلة للمستشار الإعلامي لرئاسة الجمهورية ''الإعلامي أحمد المسلماني'' يطالبه فيها بأن يلتقي بالشعب.
''هشام'' قال إن ''السخرية'' هي الطريقة الأكثر نفعًا وانتشارًا بين المصريين، خاصة وإن أصابت الهدف دون استفزاز أو تجاوز، و أكد أنه لم يتعرض لمضايقات عندما علّق ملصقاته على أسوار النقابتين الكبيرتين، إلا أن المارة استوقفوه ليسألوه باندهاش في بادئ الأمر: ''هي النقابة اللي بتقول الكلام ده؟!''.