كتب- محمد منصور:
كوكبنا يعج بالحركة، براكين نشطة وزلازل قوية تضرب أعماق الأرض بين كل حين وأخر، قد تكون الكوارث على السطح الأمر الذى يُسبب وقوع الضحايا وقد تكون الأمور هادئة على السطح ثائرة في الأعماق، عادة لا نشعر بها إلا أنها تُسبب تغيراً جذرياً في أعماق الأرض.
قبل شهر من الآن، رصد العلماء الروس زلازلاً على عمق 609 كيلومتر بالقرب من بحر أختسك، قدر العلماء وقتها قوة الزلزال بـ8.3 بمقياس ريختر، الأمر الذى أصاب دهشتهم وحيرتهم، فكيف يحدث زلزال بمثل هذه القوة على عمق كبير مثل هذا، وكيف لصخر أن ينزلق فوق أخر بينما هو مضغوط بمثل هذه القوة الهائلة؟
السؤال حير العلماء في جامعة "كاليفورنيا" الأمريكية، حيث قال الجيولوجي "توماس لاى" الباحث في علوم الزلازل والأرض، إن الهزة الأرضية التي حدثت بالقرب من السواحل الروسية "كارثية" مؤكداً أنها "استمرت لفترة أكبر بمعدل 30% من هزة بوليفيا التي حدثت منذ 20 عاماً" مشيراً إلى أن معدل قوتها يوازى انفجار 35 ميجا طن من مادة "التى إن تي"، حوالى ضعف قوة انفجار القنبلة الذرية التي تم ألقائها على مدينة "هيروشيما" اليابانية في اغسطس من العام 1945.
الهزة الأرضية، وبحسب تصريحات "لاى" لمجلة "الساينس"، أدت إلى حدوث تمزق امتد لأكثر من 180 كيلومتر في اعماق الأرض بسرعة 4 كيلومترات في الثانية الواحدة في الاتجاه إلى الشرق، الأمر الذى يشكل لغزاً محيراً للعلماء، فكيف تتحرك الطبقات الواقعة على هذا العمق مع الضغط الواقع عليها.
أحد التفسيرات التي وضعها العلماء لمحاولة كشف اللغز هو احتمالية تسرب "ثاني أكسيد الكربون" إلى الذى سببه الزلزال الأمر الذى أدى إلى تحركه، إلا أن الجيولوجي الأمريكي "لاى" يؤكد "استحالة حدوث تسرب على هذا العمق الكبير.