كتب- محمد منصور:
تقبع في أعماق أدمغتنا، تشكل جزءاً من الوعى والإدراك، لا نستطيع التخلص منها ولا يمكننا أن ننحيها جانباً، سنوات تمر عليها ولا يزال تأثيرها مستمراً، أنها ذكرياتنا السيئة التي قد تسبب لنا ألماً أو تجعلنا عرضة للاكتئاب أو للأمراض النفسية الأخرى، وبفضل العلم، فتلك الذكريات في طريقها للانقراض.
داخل حجرات معامل معهد "ماساتشوستس" الأمريكي، وجد العلماء الحل، فعبر استخدام موجات فحص المخ والدراسات الميدانية، وجد العلماء "الجين" الذى يتحكم في "إحلال" الذاكرة الجديدة محل القديمة، الأمر الذى يبشر بثورة في علم النفس الفسيولوجي.
كيف يتم التعامل مع الذكريات الجديدة؟ .. هذا هو السؤال الذى حاول أن يُجيب عليه علماء "ماساتشوستس"، وعبر دراسات استغرقت عام كامل، تمكن العلماء من تحديد آلية استقبال المشاهد الجديدة في المخ البشرى، وتمكن العلماء من تحديد الجين المسئول عن عملية استبدال القديم بالحديث، ووجد الباحثون أن الجين المسئول عن ذلك هو " Tet1".
قام العلماء بتجربة لتحفيز الجين المسُتهدف عند الفئران، وفى التجربة، وضع العلماء مجموعة من الفئران داخل قفص حديدي، وقاموا بتعريضهم لصدمات كهربائية، ثم أخرجوا الفئران من القفص، وحفزوا جين Tet1 في عدد منهم، ثم أعادوا الفئران مرة أخرى إلى نفس القفص الكهربي، فوجدوا أن الحيوانات التي تم تحفيز الجين بدماغها لم تتأثر بوضعها في القفص، في الوقت الذى ظهر فيه الخوف على الفئران الأخرى، فاستنتجوا من ذلك "أن تحفيز الجين نتج عنه نسيان للذكريات المؤلمة التي تعرض لها الحيوانات داخل القفص الكهربي".
الاكتشاف الجديد قد يكون وسيلة لعلاج اضطرابات ما بعد الصدمة، حسب الباحث "أندرى رودينكو" المشارك في اكتشاف الجين، والذى يؤكد، فى حديثه لصحيفة الواشنطن بوست، أن الجين سيمكن علماء النفس من التعامل مع الاضطرابات السلوكية الناتجة عن الذكريات السيئة، مشيراً إلى أن الاكتشاف "سيعزز صناعة حبوب تمحو ذكرياتنا التي تسبب ألما".
حبوب لمنع ''الذكريات السيئة''
منوعات -
حبوب لمنع الذكريات السيئة