كتبت - نوريهان سيف الدين:
ليس لديهم يومًا أسعد من ''أول يوم في الدراسة''، ملابس جديدة وأحذية وحقائب جديدة، ومعها أمل جديد لسنة دراسية جديدة؛ يدق جرس الصباح، تصطف الطوابير لتنظم طلاب كل فصل وكل فرقة، ترحيب من المدرسين والإدارة ثم ''تحية العلم''.
على جدران المدرسة وبداخل الأروقة، تجد ''صحيفة الحائط'' وبجوارها ''لوحة عظماء التاريخ''، ومن بينهم ''رؤساء الجمهورية، إلا أن مؤخرًا احتار (التاريخ) في الاستمرار في ضم ''مبارك''، أو المبادرة بإزالته من ''قائمة العظماء''، أو ماذا يفعل معه ومع أي رئيس يأتي بعده سواء ''مرسي أومنصور''!.
''تحيا جمهورية مصر العربية''.. تتكرر غالبًا ثلاث مرات وتخرج من القلوب قبل الحناجر، ويستمر هذا الهتاف يدوي في أفنية مدارس مصر بشكل يومي حتى نهاية العام الدراسي، لكن هذا العام شهد بعض التغيرات في ثمة مدارس، كانت جديرة بإلقاء الضوء عليها.
''فين صورة الريس ؟''
أعلى ''السبورة'' وعلى مدار السنوات، كانت توضع ثلاثة صور تمثل ''القسم'' و''العلم'' و''الريس''، جيلاً بأكمله مرت السنوات عليه وهو يرى صورة ''مبارك'' في جميع مراحل تعليمه ''الإبتدائية والإعدادية والثانوية'' حتى تخرج في الجامعة، حتى جاءت ''ثورة 25 يناير''، ونزعت صور ''مبارك''، ليرفع بدلاً منها ''لفظ الجلالة'' لأول مرة في اجتماع مجلس الوزراء.
يأتي العام الدراسي 2011/2012 ولا يوجد ''ريس'' ترفع صورته في المدارس، ثم يأتي العام التالي ويكون السابق ''مرسي'' رئيسًا لمصر، إلا أنه يقرر ألا ترفع صورته على غرار سابقيه، ويبقى ''العلم والقسم'' وحدهما ''فوق السبورة''.
مع بداية هذا العام الدراسي، ورغم وجود رئيس مؤقت للبلاد ''المستشار عدلي منصور''، إلا أن صورته لم ترفع داخل الفصول، فين حين رفعت على أسوار المدارس صور ''الفريق السيسي''، وتناثر بعض الباعة بجانب مكتبات المستلزمات الكتابية لبيع ''بوستر السيسي'' أو''كشاكيل'' مكتوب عليها ''الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة''، لكن حتى الآن ظلت ''صورة الرئيس غير مرفوعة داخل الفصول''.
''تحية العلم''.. من فريق ''الكشافة'' إلى ''عساكر الجيش''
يوميًا يدوي هتاف تحية العلم ''تحيا جمهورية مصر العربية'' جنبًا إلى جنب مع التكبير ''الله أكبر''، وعلى مر السنوات كان المكلف بآداء تحية العلم هم ''فريق الكشافة'' بالمدارس، لكن هذا العام ولأول مرة منذ أعوام طويلة، يدخل ''الجيش'' إلى المدارس لتأدية تحية العلم وسط الطلاب والمدرسين.
ففي مدرستي ''عبد العزيز جاويش'' و''المدرسة الفندقية''، والتي تحول اسمها مؤخرًا إلى ''مدرسة الشهيد أحمد حامد تعلب''، أحد أفراد فض اعتصام ''رابعة العدوية''، أدى العميد ''مصطفى حسان'' يرافقه عدد من أفراد الجيش، تحية العلم وسط الطلاب، رفعًا لروحهم المعنوية، وتشجيعًا لهم في عامهم الدراسي الجديد.
''تحيا مصر'' لم تكن تحية العلم الرسمية في بعض المشاهد داخل المدارس هذا الصباح، بل زاد عليها ''الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة''.
''دي جي تسلم الأيادي'' في ''إذاعة الصباح''
عادة ما يكون اليوم الأول دون ''إذاعة صباحية مدرسية'' يقدمها الطلاب، تتضمن أخبار وربما آيات قرآنية وحديث وحكمة، ولكن العادة كانت ''كلمة ناظر المدرسة'' وتهنئة بالعام الجديد، إلا أن ''تسلم الأيادي'' كسرت المألوف داخل بعض المدارس من خلال ''ميكرفون الإذاعة الداخلية'' على أرض طابور الصباح.
فبعد أن تحولت إلى أغنية شبه مقررة في الأفراح والاحتفالات، دخلت ''تسلم الأيادي'' اليوم إلى بعض المدارس في أول يوم للعام الدراسي، ووصل الأمر إلى احتجاج بعض طلاب المدارس الثانوية في ''مدرسة ديروط الثانوية المشتركة'' بمحافظة أسيوط، بعد رفض الطلاب لسماع الأغنية على أرض الطابور، وكاد الأمر أن يتطور إلى مشاجرة تدخل فيها أفراد أمن قريبين من وحدة بجوار المدرسة، واضطر المدير بعد تصعيد الطلاب إلى فصولهم لإنزال كل فصل على حدة لفناء المدرسة لآداء تحية العلم. \
في أول يوم دراسة.. ''العساكر'' في تحية العلم و''صورة الريس'' غياب
منوعات -
في أول يوم دراسة.. العساكر في تحية العلم و صورة الريس غياب