كتب- محمد منصور:
قبل قرون اعتقد العامة والعلماء أن الأرض ثابتة و باقي الأجرام السماوية هي ما تدور حولها، وكان من الطبيعي أن يسود هذا الاعتقاد لأن الأنسان لا يشعر بدوران الأرض، حتى جاء العالم الفذ ''كوبر نيكوس'' وصاغ نظرية ''المركزية'' التي جاء فيها أن الشمس هي المركز الذى تدور حوله الكواكب والأفلاك في مجموعتها الشمسية، وقتها تعرض ''نيكوس'' إلى غضب الكنيسة التي اتهمته بالكفر والألحاد، فقرر عدم نشر أبحاثه في حياته، وبعد قرون، وتحديداً في القرن التاسع عشر، جاء الفرنسي ''ليون فوكر'' ليخترع البندول ويكتشف ''كيف تتحرك الأرض''.
إذا نظرنا إلى الأرض من القطب الشمالي، سنجد أن حركتها عكس عقارب الساعة، وتقطع الأرض دورتها الكاملة حول الشمس في 23 ساعة و56 دقيقة مسببة تعاقب الليل والنهار، و اتجاه دوران الأرض حول الشمس هو مثل سائر كواكب المجموعة الشمسية من الغرب إلى الشرق ، إلا أننا لا ندرك هذه الحركة بحقيقتها و لكن بظاهرها العكسي ،فيخيل لنا أن الشمس هي التي تدور في اتجاه معاكس. و يسمى المسار الذي تسلكه الأرض في انتقالها حول الشمس فلك الأرض أو مدار الأرض، و هذا المدار ليس على شكل دائرة بمعنى الكلمة و إنما على شكل بيضاوي، وحاول العلماء مثيراً اكتشاف أتجاه دوران ''نواة الأرض'' حتى تمكن باحثون من جامعة ''ليدز'' بالمملكة المتحدة، من تحديد اتجاه حركة النواة الداخلية للأرض.
نواة الأرض ''متحجرة'' في الأساس، وذلك بسبب الضغوط الهائلة التى تتعرض لها، ويبلغ حجمها حجم القمر تقريباً، وتتكون من حديد، وخلال عقود مضت، تتبع العلماء، عن طريق حركة الزلازل، حركة النواة الداخلية، ليجدوا أنها تدور ''عكس اتجاه الأرض'' بسرعة أكبر من سرعة دوران سطح الأرض، ناحية الشرق، بينما تقوم النواة الخارجية بالدوران بالاتجاه المعاكس بوتيرة ''أبطأ قليلا''.
''يمكن النظر لدوران النواة الداخلية والخارجية على إنهما حركتان متعاكستان ومتعادلتان'' يقول الدكتور فيليب لفيرمور الأستاذ بجامعة ليدز مؤكداً أن المجال المغناطيسي للأرض ''يدفع النواة الداخلية للشرق''.
يؤكد ''فيليب'' أن حركة دوران النواة الخارجية في الاتجاه المعاكس تأتى بسبب ''كونها سائلة وليست صلبة كالنواة الداخلية''، مشيراً إلى أن المجال المغناطيسي لكوكب الأرض يتغير عبر المدد الزمنية المتعاقبة الأمر الذى قد يسفر عنه عكس الحركة بعد زمن معين لم يتم حسابه بعد.