كتبت - نوريهان سيف الدين:
34 عامًا مرت على توقيع ''كامب ديفيد''، اتفاقية ألقت بظلالها على حاضر مصر حينها ومستقبلها، بين القبول والتحفظ والرفض مرت هذه السنوات، وقبيل ذكرى التوقيع بأيام قليلة رحل ''عراب'' صياغة الاتفاقية و''دينامو التفكير'' في صياغة بنودها، بينما احتفل ''نتينياهو'' بذكرى ''حرب كيبور/ أكتوبر''، و وجه التحية لـ(أبناء إسرائيل الأوفياء).
أسامة الباز .. العرّاب و''صائغ'' المعاهدة
عن عمر ناهز 82 عامًا، رحل منذ ثلاثة أيام الدبلوماسي المخضرم ''أسامة الباز''، المستشار السابق لرئيس الجمهورية السابق ''حسني مبارك''، والملقب بـ''خزانة الأسرار'' و''العقل الموجه'' للآراء الخاصة في سياسات مبارك الخارجية، خاصة تلك المتعلقة بملف الصراع ''الفلسطيني - الإسرائيلي''.
العلاقة الأولى لـ''الباز'' بقضايا الصراع ''العربي - الإسرائيلي'' جاءت من البوابة الكبرى ''اتفاقية كامب ديفيد، والتي بدأت مباحثاتها في 5 سبتمبر 1978، واستمرت لمدة 12 يومًا، ليخرج كل من ''السادات وبيجين'' يوقعان على الاتفاقية في 17 سبتمبر 1978، بحضور الرئيس الأمريكي ''كارتر''، وهي الاتفاقية التي مهدت لتوقيع ''معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية'' في 1979، لتعلن وضع الحرب أوزارها، وبدء المفاوضات لاسترداد باقي الأراضي المصرية المحتلة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفتح ملف القضية الفلسطينية وبقية الأراضي العربية المحتلة.
''الباز''.. المولود في 1931، كان من ضمن الوفد المصري المسافر إلى منتجع ''كامب ديفيد'' الأمريكي للتشاور في بنود وصياغة الاتفاقية، وأهلته خبرته الدبلوماسية وإلمامه بشئون القانون الدولي أن يكون من أبرز الوجوه الأساسية في آخر سنوات حكم ''السادات''، وأن يقترب من ''مبارك'' على مدار ثلاثة عقود على قمة السلطة، دون أن يكون محسوبًا ضمن ''الحكومة والوزراء''.
نتنياهو يحتفل بـ''الكيبور'' وسط ''زلزال''
''ما كانت اتفاقتا السلام مع مصر والأردن وعملية السلام مع الفلسطينيين لتحدث لولا إدراك جيراننا أنهم يعجزون عن حسمنا في ميدان القتال''.. بهذه الكلمات أحيا رئيس الوزراء الإسرائيلي ''نتنياهو'' الذكرى الـ40 لـ(شهداء) حرب ''يوم الغفران - أكتوبر 1973''، والتي أقيمت فيها المراسم التأبينية في المقبرة العسكرية على جبل ''هرتزل'' بالقدس، والتي ذكرها معلقًا ''حيث أخلّت صافرات الإنذار بأقدس يوم بالنسبة للشعب اليهودي''، حسب وصفه.
الحرب التي تقترب ذكراها بعد أيام قليلة، تمر الآن وسط ''زلزال إقليمي''، حسب ما وصفه ''نتنياهو''، مضيفًا في خطابه: ''الأوضاع الاستراتيجية قد تغيرت كثيرًا منذ حرب يوم الغفران؛ حيث وقعنا اتفاقيتي السلام مع مصر والأردن ونسعى لتحقيق تسوية مع الفلسطينيين''.
وعلى حسابه الرسمي على ''تويتر''، نشر ''عوفير جندلمان - المتحدث بلسان رئاسة الوزراء الإسرائيلية'' تغريدة لختام خطاب ''نتنياهو'' كتب فيها: ''لقد باتت إسرائيل بعد مضي 40 عامًا على حرب يوم الغفران أقوى من أي وقت مضى، غير أننا نعلم إلى جانب ذلك بأن مدماك قوتنا الحقيقية كان وما زال روح الشعب، روح المقاتلين الذين سقطوا وروح زملائهم الذين عادوا من الحرب.. إنها الروح التي يتحلى بها شعب له تأريخ موغل في القدم عاد إلى وطنه وبات مستعدًا للتشبث به بأظافر حياته والذود بحصافة عقله وشجاعة قلبه عن دولته الواحدة الوحيدة''، كما ورد في التغريدة.