كتب- محمد منصور:
في ثمانينيات القرن الماضي، كاد حلم العلماء يتحقق، فبعد دراسات استغرقت أكثر من 40 عاماً، نجح العلماء في نقل عُملة معدنية بواسطة الانتقال الآني، وهى وسيلة انتقال لحظية من مكان إلى أخر، التجربة نجحت في تأجيج خيال العلماء، رغم أن العُملة انتقلت لمسافة لا تزيد عن 90 سنتيمتر، إلا أن نجاحها جعلهم يتسألون.. هل يمكن للأشياء الانتقال عبر الزمن كما انتقلت عبر المكان؟.
"إذا قمتم بسؤالي هل تستطيع تصنيع ألة زمن سأقول لكم نعم استطيع" يقول الدكتور "براين كوكس" أستاذ الفيزياء الجزيئية وزميل الكلية الملكية البريطانية، الذى يؤكد أن السفر عبر الزمن "ممكن لكن فى أتجاه المستقبل فقط".
قبل ما يقرب من 100 عام، وضع العالم الفذ "ألبرت أينشتاين" نظريته النسبية، والتي جاء فيها أن الانتقال عبر الزمن في كلا الاتجاهين ممكن، ووضع "أينشتاين" مصطلحا جديداً لم يسبقه له أحد، "الزمكان"، الكلمة التي تعنى أنه يمكن السفر عبر الزمان والمكان في آن واحد، وأضاف العالم الفذ بنظريته بعداً أخر للأبعاد المعروفة، فقبل النسبية، كانت الأبعاد هي "الطول والعرض والارتفاع" فأضاف لها "أينشتاين" بُعد "الزمن" مؤكداً أن "الزمن" بُعد رئيسي في الحياة.
"الانتقال عبر الزمن تم بالفعل، والتجربة نجحت نجاحاً مبهراً ولكن على مقياس بالغ الصغر" يقول الفيزيائي "كوكس" مشيراً إلى أن التكنولوجيا "إذا تم تطويرها" فـ"سيسمع الجميع خبر انتفال فيل عبر الزمن" في إشارة منه إلى احتمالية نقل أجسام ضخمة وحية إلى المستقبل.
يوضح "كوكس" الأساس الذى استند عليه في نظريته قائلاً "إذا اكتسب جسم ما سرعة عالية جداً فسيسبق الزمن، وهذا يعنى، طبقاً للنظرية النسبية، امكانية السفر إلى المستقبل"، ويشير الفيزيائي الإنجليزي إلى صعوبة الانتقال إلى الماضي فـ"كيف سيمكننا أن نجعل جسم ما يتباطأ إلى ما دون زمننا"، وبحسب "كوكس" فإن السرعة اللازمة لنقل الاجسام عبر الزمن هى "سرعة الضوء أو ما دونها بقليل" مستطرداً "بعد سنوات قليلة سنتمكن من بناء أول ألة لنقل الأجسام الضخمة إلى المستقبل".
السفر عبر الزمن ممكن.. لكن في إتجاه المستقبل فقط
منوعات -
الدكتور براين كوكس أستاذ الفيزياء الجزيئية وزميل الكلية الملكية البريطانية