كتبت - نوريهان سيف الدين:
''هو'' يحتفل بعيد ميلاده، و''هي'' تحيي ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ''هو'' ينتظر ويعاند ويقاوم قرارها بالحرب على بلاده، و''هي'' تسعى بشتى الطرق لخلعه عن الحكم وحماية (أمنها القومي) في المنطقة بعد 12 عامًا من (الحرب على الإرهاب).
''11 سبتمبر'' تصادف مرور 48 عامًا على ميلاد الرئيس السوري ''بشار الأسد''، وأيضًا الذكرى الـ12 لهجمات ''برج التجارة العالمي'' بالولايات المتحدة الأمريكية، واتخاذ أمريكا لهذه الأحداث ذريعة في شنها حرب على الإرهاب أطاحت بنظامي ''القاعدة'' في أفغانستان، و''صدام حسين'' في العراق، وها هي الآن تحشد كافة جهدها الدبلوماسي والعسكري لشن ضربة عسكرية على ''نظام الأسد بسوريا'' بعد ما يقارب الثلاث سنوات من ''الثورة ومقاومة النظام''، وتواتر أنباء استخدام أسلحة كيماوية من قبل قوات الجيش النظامي الموالي للرئيس الحالي ''بشار الأسد''.
11 سبتمبر 1965.. ''بشار'' الطبيب ونجل الرئيس و''المقاوم للثورة''
لأب ضابط بالجيش السوري شغل لاحقًا قيادة ''حزب البعث'' ثم ''رئاسة الجمهورية، ولد ''بشار حافظ الأسد''، وبعد دراسته لطب العيون بجامعة دمشق ثم السفر إلى (لندن)، التحق بالقوات المسلحة السورية كضابط متخصص، وترقى فيها من ''ملازم أول'' ليصل إلى ''عقيد'' في 1999، ثم إلى رتبة ''فريق'' عند وفاة والده في 10 يونيو 2000، وكان عمر بشار وقتها لا يتجاوز 35 عامًا.
''تعديل الدستور في 48 ساعة''.. من أجله تم تعديل (بند سن الرئيس) في الدستور السوري ليسمح بترشحه للرئاسة خلفًا لوالده، وكان ''بشار'' أول رئيس عربي يخلف والده في رئاسة جمهورية، وأول من طبق ''سيناريو توريث الحكم''، ليحكم سوريا لمدة 7 سنوات تم تجديدها في 2007 بعد استفتاء شعبي لسبع سنوات أخرى.
بعد سنوات من قبضة ''حافظ الأسد'' الحديدية على سدة الحكم، تميزت فترة ''بشار'' ببعض الحريات، إلا أن (الطوارئ) كانت سيدة الموقف منذ ''حرب أكتوبر 73''، و''الجولان'' ظلت محتلة، ومعها ظلت سوريا ضمن (محور الممانعة للهيمنة الأمريكية على المنطقة)، وهذا ما جعل أمريكا تناصبها العداء.
''15 مارس 2011 ''.. تنسم الشام عبير الربيع العربي، بعد سنوات تحكم فيها ''رجال الأعمال'' و''آل الأسد وأصهارهم'' في الحكم والاقتصاد، وكانت ''درعًا ودمشق'' هي محطة الثورات بعد مدن ''تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين''، وخرجت جماهير تطالب برحيل نظام ''بشار'' وإصلاحات سياسية ودستورية، إلا أن الجيش الذي يتولى قيادات موالية لـ''بشار'' انضم إليه، واستمر السجال حتى الآن، رغم إعلان ''بشار'' لـ''إلغاء الطوارئ'' وبعض الإصلاحات السياسية، إلا أن الثورة أبت إلا الاستمرار، وأبى معها ''نظام الأسد'' الصمود والمقاومة.
''الغوطة .. الكيماوي''.. استيقظ العالم على أنباء سقوط مئات القتلى أغلبهم من الأطفال والنساء بعد شن هجوم عليهم باستخدام الأسلحة الكيماوية، وأعلنت قوات الجيش الحر أن ''نظام الأسد'' استخدمها لتصفية الثورة ومن والاها وأيدها، في حين خرج مسئولي النظام ينفون الاتهام ويؤكدون أن المعارضين هم من استخدموها للزج باسم النظام وتوريطه دوليًا، وهو ما دفع ''الولايات المتحدة'' بدورها لتعلن (شن عملية عسكرية بحرًا وجوًا على سوريا) لتأديب ''الأسد''.
11 سبتمبر 2011 .. ''المنطقة صفر'' و''الحرب على الإرهاب''
زلزل العالم مشهد طائرتان تخترقان مبنيا برج التجارة العالمي بنيويورك، وهي المنطقة المسماة الآن بـ''المنطقة صفر'' بعد رفع الأنقاض، واتهمت أمريكا ''القاعدة'' بشن تلك الهجمات، وخرج الرئيس الأمريكي ''جورج بوش -الابن'' في 20 سبتمبر 2011، معلنًا في خطابه أمام ''الكونجرس'' شن حربًا على الارهاب، بدأها بهجوم مع تحالف بريطاني على (أفغانستان/ نوفمبر 2001)، أطاح بحكم ''طالبان''، ثم بنفس التحالف على (العراق/ مارس 2003)، للإطاحة بحكم ''صدام حسين'' بزعم امتلاكه لسلاح نووي تدميري، ولا تنسحب القوات الأمريكية إلا في 19 أغسطس 2010، تاركة العراق بين ''جليد على السطح'' متمثل في النظام الحالي ، و''بركان في جوف الأرض'' متمثل في احتقان طائفي وتناحر بين أطياف الشعب العراقي الواحد، وعمليات تفجير لا تلبث أن تهدأ حتى تعود من جديد.
ومع حلول الذكرى الـ12، تسعى الولايات المتحدة لاستكمال هدفها في ''محاربة من يهدد أمنها القومي وأمن حلفائها في مناطق نفوذها الاستراتيجي''، وفي هذا السياق أعلنت عن عزمها ''تأديب مستخدمي السلاح الكيماوي بحق المدنيين في سوريا''، وتوجيه ضربة عسكرية تشترك فيها قوات الاسطول الخامس والسادس الأمريكي، المتواجدين بالقواعد الأمريكية بالخليج العربي وشرق البحر المتوسط بالمياه الدولية، منتظرة تأييد ''الكونجرس الأمريكي'' لقرار شن العملية، وفي المقابل سعي دولي من حلفاء سوريا ''روسيا'' لوضع ''السلاح الكيماوي السوري'' تحت الرقابة الدولية، بينما لا تزال الدول العربية والشعب السوري يحبس أنفاسه في انتظار ''ساعة الصفر''.