كتب- محمد منصور:
للأساطير جذور، هكذا يُعلن لنا العلم بين كل حين وأخر، فلا دخان بدون نار، وما يتردد على الألسنة قد تكون له ذكرى محفوظة في العقول وذاكرة الأمم.
في بلغاريا، وأثنا عمليات حفر للتنقيب عن الأثار، وجد العلماء جسد ''مصاص دماء''، مطعون بخنجر فضي في منتصف الصدر لـ''منعه من نشر شروره على البشر''.
أشارت الفحوصات أن الجمجمة لرجل ثلاثيني العمر، تم قتله ثم تثبيته لاحقا بدق ''مسمار'' بجانب القلب، وهى حالة فريدة لم يعثر العلماء على مشابه لها سوى في حالة واحدة.
وجاء الاكتشاف في أحد المواقع بشرق ''بلغاريا'' وقاده مجموعة من العلماء برئاسة ''نيكولاي أوفتشاروف'' الذي يقول: ''الجثة لرجل يُعتقد أنه من القرن الثالث عشر أو الرابع عشر، حيث كانت الثقافة السائدة وقتها هي أسطورة الرجل الذى يحتسي دما''.
طبقاً للمعتقدات الوثنية، فإن الأشخاص الذين يلاقون حتفهم بطرق بشعة سيعودون إلى الحياة في صورة ''مصاصي دماء''، إلا إذا تم دق صدورهم بواسطة أعمدة معدنية أو خشبية، الأمر الذي دفع الأوربيون في القرون الوسطى لوسم كل موتى الحوادث والحرائق بالأخشاب والمعادن.
وقد ساعدت الأوبئة التي اجتاحت أوروبا في القرون الوسطى على تنامي المعتقد الوثني وانتشاره بين جميع طوائف المجتمع الأوربي في ذلك الوقت، فقد كان حافري القبور يعيدون فتحها في ذلك الوقت لدفن جثث أخرى، فوجدوا أن الجثث كانت تنزف دماءً وينمو شعرها رغم موتها منذ عدة أيام، فلم يجدوا تفسيرا لذلك سوى أنهم ''مصاصي دماء''، إلا أن العلم كشف أن النزيف بعد الموت أحد أعراض مرض ''الطاعون''.
أطلق الفريق المكتشف أسم ''أوزبول مصاص الدم'' على الجثة المكتشفة، وقال ''أوفتشاروف'' إن الاكتشاف سيساهم فى فهم أكبر لعادات وتقاليد أوروبا الوسطى.