مصراوي:
عاشقان سوريان كانا يعيشان في المهجر منذ سنوات.. لم يجمعهما الحب وحده، ولكن جمعهما القدر وسوريا.. قرر العاشقان منذ أسبوعين الذهاب على خطى المقاتلين إلى سوريا مرورا بتركيا. لكن هذين العاشقين المؤيدين للثورة السورية لم يأتيا للقتال...بل للزواج !.
جيفارا كمال ويافا الدخيل، من شمال سوريا.. هو يعمل في المملكة العربية السعودية وهي تدرس في الولايات المتحدة الأمريكية مع أسرتها.
سوريا لا تحتاج إلى سلاح!
''السوريون لا يحتاجون إلى من يمرر السلاح فحسب، بل يحتاجون أيضا إلى من يمرر الفرحة''. - هكذا قال جيفارا
ويسرد جيفارا، الذي أسماه والداه بهذا الاسم تيمنا بالثائر الشهير، تفاصيل قصته ويافا قائلاً:'' غادرت يافا سوريا مع عائلتها عام 2010 إلى الولايات المتحدة الأمريكية. أما أنا فذهبت إلى السعودية بعد بضعة أشهر. كنا مخطوبَيْن آنذاك وكنا على يقين من العودة بسرعة لكي نتزوج في سوريا. لكن قدرنا كان غير ذلك بسبب وضع البلد. في البداية فكرنا بالزواج في بلد عربي آخر، لكن ذلك غير ممكن إلا عبر سفارة بلدنا. ورغم أن سفاراتنا لم تقفل في كل البلدان، لم أكن لأفكر في التوجه إلى السلطات السورية. فأبي ناشط شيوعي قضى سنوات بالمعتقل في عهد حافظ الأسد والد بشار، وأبناء عمومتي في صفوف الجيش السوري الحر. لذلك قررنا خوض هذه المغامرة المجنونة والزواج في سوريا''.
الطريق إلى سوريا
يتابع جيفارا: ''أخبرنا بعض الأقارب بما ننوي فعله لكنهم لم يأخذوا الأمر على محمل الجد. تواعدنا في تركيا وأخبرنا عائلتينا أننا سنقضي الإجازة هناك. لكن حالما وصلنا إلى تركيا أخذنا نبحث عن طريقة لعبور الحدود بمساعدة كتيبة أنصار الشام التابعة للجيش السوري الحر. استغرق ذلك عدة أيام وفي 20 أغسطس دخلنا سوريا. أقاربنا في البلد تفاجئوا وتأثروا في الوقت نفسه. نحن نقضي آخر أيام الإجازة هنا . الحياة عصيبة وأسعار المؤن الغذائية زادت بثلاثة أضعاف مما كانت عليه. أما منطقتا الرقة ودير الزور فأصبح نصفهما في يد الجهاديين والنصف الآخر في يد الأكراد. ولهذا فأي شخص غريب عن المكان يكون موضع اشتباه ومعرض للقتل من هذا الجانب أو ذاك. لكن وجود أقاربنا هنا يساعدنا على التحرك بدون جلب الانتباه''.
حب بطعم النضال
أما يافا فقد قالت لوكالة فرانس برس:'' نقضي وقتنا بين التجول وسط المدينة والزيارات العائلية. ونذهب بانتظام أيضا إلى المركز الإعلامي للناشطين الشباب لأنه المكان الوحيد في المدينة الذي فيه وصلة إنترنت عبر الأقمار الصناعية. وهذا يمكّنني من أن الاتصال بوالدي في الولايات المتحدة وبأختي في ألمانيا وأن أطمئنهم على حالتنا. وقد حرصنا على نشر صورنا على فيس بوك وإعلان قصتنا من باب تحدي نظام بشار الأسد الذي حرمنا من بلدنا. الاحتفال بزفافنا بين أهلنا كان تحديا وقمنا به ونحن فخوران بذلك''.
الفرحة
تضيف يافا: ''كل يوم نسمع عن مقاتلين مسلحين يدخلون خفية إلى سوريا. وأنا أحترم عملهم لأن وحشية النظام دفعتهم إلى حمل السلاح وأنا أيضا حرصت على الذهاب إلى الجبهة على مشارف المدينة لأرى أهلي الذين يحاربون. السوريون لا يحتاجون إلى من يمرر السلاح فحسب، بل يحتاجون أيضا إلى من يمرر الفرحة. احتفالنا بمناسبة سعيدة مع أهلنا هو أيضا طريقة لمساعدتهم على تحمل الوضع''.