كتب- محمد منصور:
لكل الرحلات نقاط بداية، ولا بد من عودة إلى الأصول، إلا أن رحلتهم ستنطلق بعيداً عن الأرض بلا عودة، فتذاكرهم في اتجاه واحد يبعد عن كوكبنا بملايين الكيلومترات، "السفر إلى المريخ قد يكون أحد أهم مغامراتك في الحياة ولكنك لن تستطيع العودة لروايتها للأحفاد حول مدفأة في منزل ريفي"، هكذا يقول أحد الراغبين في السفر إلى هناك.
قبل عدة أيام، أعلنت وكالة "مارس وان" الهولندية عن تخطيطها لأرسال أربعة أشخاص في مهمة "تعمير" لكوكب المريخ تُعتبر هي الأولى من نوعها في التاريخ، ورغم تأكيد المختبر العلمي الغير مأهول "كيوريستي"، والذي أرسلته ناسا في أغسطس من العام الماضي، عدم وجود مقومات للحياة على الكوكب الأحمر، إلا ان أعدادا غفيره تقدمت بطلبات "للهروب من الأرض"، على حد تعبير "مارك زينرون" أحد راغبي المشاركة في الرحلة.
"باس لانزدروب" هو المخطط الرئيسي للعملية، يؤكد أنه بحلول العام 2023 ستطأ أقدام أربعة أشخاص تراب الكوكب الأحمر، وسيقومون ببناء "مستوطنة" يعيشون فيها طوال حياتهم، وكل عامين، ستقوم المنظمة بإرسال 4 أشخاص جدد بواسطة صاروخ تقوم شركة الفضاء الأمريكية "سبيس أكس" ببنائه.
165 ألف شخص تقدموا بطلبات إلى "مارس وان" للسفر إلى الكوكب الذى يبعد عن الأرض بـ255 مليون كيلومتر، ويتم تقديم الطلبات عن طريق سحب استمارة ثمنها "17 يوور"، وتقول الشركة أن المبالغ التي ستجمعها من عوائد تقديم الاستمارات سوف تستخدمها كـ"تمويل جزئي للمشروع".
وتؤكد الشركة أنها ستتحرى الدقة في اختيار المشاركين، مشيرة إلى أن معظم الطلبات من جانب "رجال" إلا أنها لن تعرض في سفر السيدات بشرط "عدم ممارسة الجنس مع الرجال، فإنجاب أطفال على المريخ في الوقت الحالي لن يكون أمر مأمون العواقب".
تكلفة المشروع تتعدى 4 مليارات يورو "حوالى 32 مليار جنيه مصري" وهي التكلفة التي تقل بكثير عن تكلفة وكالة الفضاء الأمريكية "70 مليار دولار"، ويرجع الفرق في التكلفة إلى أن "ناسا تخطط لرحلة بعودة إلا أننا نخطط برحلة بلا عودة".