كتبت - نوريهان سيف الدين:
كأن الزمن عاد للوراء أكثر من نصف قرن، لكن دون ضجة الصحافة و"تعليق الزينة والرايات في شوارع المحروسة"، إيذانًا بزواج "سمو ولي العهد"، زفاف فخم واقتران بين "مملكتين" زال وجودهما منذ زمن، إلا أن الشعوب لا زالت تحفظهم في التاريخ والوجدان.
على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، نشرت مدونة "قصور ملكية" صور حفل زفاف "الأمير محمد علي" نجل أخر ملوك مصر "أحمد فؤاد الثاني" وحفيد "الملك فاروق والملكة ناريمان".
الزفاف الذي تم منذ أيام على ضفاف "البوسفور التركي"، بحضور عدد من أحفاد الأسرة العلوية في أوروبا، وضيوف من الأسر المالكة حول العالم.
زواج المملكتين "المصرية والأفغانية"؛ فالعريس المولود في مصر هو الأبن البكري لأخر ملوك مصر والمولود عام 1979، ووالدته هي "دومنيك فرانسبيكر" الزوجة الأولى للملك "فؤاد الثاني"، والعروسة "نوال ظاهر" ابنة الأمير داوود باشتونيار ظاهر، والأميرة فاطمة عارف ظاهر، حفيدة الملك ظاهر شاه، ملك أفغانستان السابق، الذى كانت تربطه علاقة صداقة خاصة بالملك فاروق.
المصاهرة بين "المملكة المصرية" والممالك الأخرى ليس هو الأول من نوعه؛ ففي مطلع أربعينات القرن الماضي تصاهر "التاج المصري" و"عرش الطاووس الإيراني"، وأصبحت جميلة جميلات الأسرة العلوية "الأميرة فوزية فؤاد" إمبراطورة إيران بزواجها من الشاه "محمد رضا بهلوي"، إلا أن الطلاق تم منتصف الأربعينات بعد تهديد من الملك فاروق بقطع العلاقات بين البلدين.
تغطية خبر زواج "الأمير ولي العهد" لم تتعدى كونها "مجرد خبر" على صفحات المواقع الإلكترونية، وجاءت الصور "حصرية" من صفحات مهتمة بأخبار "الأسرة العلوية"، وأخبار الملوك حول العالم، على خلاف التغطية الصحفية لحفلات الزواج الملكي في مصر قبل يوليو 1952؛ فزواج الملك الشاب "فاروق الأول" على الجميلة "فريدة ذوالفقار" كان حدثًا هامًا في القطر المصري، وتزينت الشوارع بأعلام المملكة الخضراء "ذات الهلال والنجوم الثلاثة"، وسجلتها شرائط السينما لتكون تذكارًا للزواج الملكي السعيد.
وبعد سنوات قليلة ومع زواج "الجميلة فوزية وشاه إيران" ابتهجت شوارع "المحروسة" بالخطبة والزواج الملكي، و صدرت "طوابع بريدية" تحمل صورة "الأميرة والشاه"، وأفردت الصحافة المصرية صفحاتها لوصف كواليس الحفل و "الشبكة" و"هدايا" المعازيم وفستان العروس ووليمة العرس.
وكان زواج "الملك فاروق والملكة ناريمان" هو الأخر حديث الصحافة والعامة في مصر، وكلل هذا الزواج قدوم "ولي - العهد الأمير أحمد فؤاد الثاني"، ونشرت الصحف صور العروسين ثم صور الملك والملكة وولي العهد، إلا أن أحداث "حريق القاهرة" ثم "قيام ثورة يوليو" سطر نهاية الملكية المصرية، لتنطوي صفحة أسطورية في كتاب تاريخ مصر.