كتبت - يسرا سلامة:
بالقرب من ميدان النهضة، أمام جامعة القاهرة، جذبت حرارة الشمس المارة إلى محل ''فواكه الجامعة''، من أجل كوب من عصير القصب أو المانجو أو غيره لتخفيف وطأة الحر، لكن هموم أخرى كانت تشغل بال ''محمد'' وهو يجهز لزبائنه ما يطلبونه من مثلجات.
''قلة ساعات اليوم قبل الحظر''.. كانت ما تشغل بال ''محمد''، الشاب العشريني ابن محافظة سوهاج، والذي يقطع المسافة أسبوعيًا منها إلى القاهرة بحثًا عن ''لقمة العيش''، التي اقتطع حظر التجوال جزءً منها، وعلى الرغم من رضاه، إلا أن دقات الساعة المقتربة من موعد الحظر تشغل باله.
''البيع اتأثر بعد الحظر، وبقينا بنقفل بدري عشان كل واحد يلحق يروح لبيته قبل الزحمة''.. كلمات عبر بها ''محمد'' عن أزمة ما قبل الحظر، وتأثيره على مبيعاته من العصائر لمدة أسبوعين ''إحنا من أول رمضان والاعتصام موجود مكنش في بيع أوي حتى بعد الفطار، لكن بعد الفض اللى حصل وفرض الحظر أثر على المنطقة كلها مش إحنا بس''.
ويقول ''محمد'': ''أنا مش مع إلغاء الحظر نهائي، لكن على الأقل يكون لغاية الساعة 12 بليل مثلاً، أو حتى بعد فترة يلغيه، لكن تستمر الشرطة فى عملها للقبض على المسلحين والبلطجية، وللأسف الشرطة عارفة كويس فين البلطجية وتجار المخدرات لكن سايباهم ''، على حد زعمه.
أغلب زبائن ''محمد'' من طلاب جامعة القاهرة، الذين جاءوا لإتمام أوراق التنسيق قبل بدء الدراسة ''على الرغم من مد فترة الحظر حتى الساعة التاسعة، لكن الشارع هنا بيكون فاضي من الساعة السادسة، لأن كل الناس بتستعد للذهاب لبيوتها''.
أكد ''محمد'' السوهاجي أنه لم يكن مع قرار فض الاعتصام بهذا الشكل الذي وصفه بـ''الدموي''، ويعتبر ما حدث ''كارثة''، مضيفًا: ''أنا من سوهاج وعندنا ناس كتير ماتت في الفض، والناس غضبانة، لو رجعت حركة القطارات يمكن يهيجوا و يولعوا في القاهرة والجيزة بسبب اللي حصل، إحنا للأسف معندناش لا شرطة ولا جيش زي هنا، هناك السلاح كتير في الجبل''، على حد قوله.
يتمنى ''محمد'' أن يعود الجيش بسرعة لثكناته ''طول ما الجيش موجود الناس ممكن تضرب في الجيش وتحتك بيه، أنا نفسي أشوف رئيس للبلد بسرعة، والحكومة للأسف لم تنجز أي شئ إلى الآن، وربنا يستر على البلد''، هكذا تمنى ''محمد'' الاستقرار لمصر.