كتبت - إشراق أحمد:
''نازل اتفرج على الحظر''.. مقولة شهيرة خرجت من رحم أجواء يناير 2011 الماضي، منذ إعلان تطبيق حظر التجوال على عدد من محافظات مصر في مقدمتها القاهرة والإسكندرية والسويس؛ فذلك الحظر الذي سارع الكثير خاصة من الشباب للسؤال عن ماهيته وكيفية تطبيقه، لم يلق حالة الالتزام المنشودة من تطبيقه وقتها، لم يجد سوى لجان شعبية تحولت إلى جلسات سمر، ومارة هنا وهناك؛ وساعات حظر غير معترف بها واقعيًا.
أيام كانت استمرار لحالة انطلقت من ميادين مصر، أُطلق عليها ''الثورة الضاحكة''، التعليقات الساخرة بالطرقات، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي؛ فيما بعد شكلت لدى البعض ذاكرة عن تلك الأيام، التي لم تكن الأولى ولا الأخيرة.
فمنذ ذلك الحظر الحامل لرقم 7 منذ إعلان الجمهورية عام 1952، لم تتوقف الأحداث التي تصاعدت حدة بعضها، ليتبعها فرض حظر تجوال سواء في مناطق أو محافظات بعينها، بلغ عدده خمس مرات منذ 28 يناير 2011 وحتى 14 أغسطس الجاري الذي شهد ''الحظر'' بعد أحداث فض اعتصامي ''ربعة والنهضة''، وسجل المرة السادسة لفرض ''الحظر'' منذ ثورة يناير، وللمرة الثانية عشر منذ عام 1952.
ما يقرب من أسبوعين مضوا بفترة حظر التجوال المعلن تنفيذها لمدة شهر بدءً من تاريخ الإصدار، لكن هذه المرة جاءت مختلفة، هي الأكثر التزامًا في التطبيق عن ذي قبل.
وعلى الرغم أن هذا الحظر يعد الأقوى بينما كان في السابق يلقى كثير من المرونة والتهاون في تطبيقه، غير أن حالة السخرية من الواقع لم تتوقف، وإن اختفت مظاهرها بالطرقات على عكس السابق، نظرًا لطبيعة الأحداث، لكنها أخذت الطابع ذاته على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة ''تويتر''.
''اكتشافات الحظر، حط الحظر في أغنية، فوائد الحظر، خواطر الحظر، ذكريات الحظر''.. تحت ''هاشتاج'' بهذه الأسماء توالت التعليقات بعد أيام من فرض حظر التجوال، بعضها تم إعادة تفعيله من يناير 2011.
''إسلام الصالحين'' كتب تحت ''هاشتاج اكتشافات الحظر'': ''درج التلاجة بيشيل 78 ليمونة أو 65 خيارة بالطول أو 75 بالعرض''، وكذلك ''كريم فريد'': ''خالي موجود على فيس بوك واتخانق مع ولاد خالي التاني لأنهم متعاطفين مع الإخوان وبابا على تويتر''.
أما ''أحمد'' فكتب: ''عدد بلاطات سيراميك الشقة 243 بلاطة''، و''باهر'': ''اكتشفت أن مرتبي كبير بس أنا اللي كنت بصرفه بعد الساعة سابعة''، بينما علق ''خالد'': ''إحنا معدناش حظر بصراحة عشان اكتشف حاجة''.
وتحت ''هاشتاج حط الحظر في أغنية'' كتبت ''سماح نبيل'':'' لما عم الحظر يعدي كله يوقف لعب يهدي''، و''محمود الصاوي'': '' ليلة الحظر مجاليش نوم، وإحنا لسه في تاسع يوم، قبل ما ترميني في حظورك مش كنت تعلمني النوم''.
''كل الطرق تؤدي إلى تلاجة بيتنا''.. هكذا كتب ''جورج'' تحت ''هاشتاج خواطر الحظر''، أما ''ذكريات الحظر''، فعلق '' أحمد سامي'': ''نازل اكسر الحظر وراجع تاني أدعولي''، بينما ''فوائد الحظر'' كما وجدها كل من ''يوسف عبد الخالق'' : الشهر قرب يخلص ومصرفتش غير 50 جنيه من مصروفي'' و''أمير'' : ''والله مفيش أحلى من الخروج الصبح''.