كتبت - دعاء الفولي:
تصوير - إسلام الشرنوبي وكريم أحمد:
كان الدعاء يلخص كل شيء؛ فالإمام لم يكف عن قراءة القرآن والابتهال طوال الليل؛ لعل من حاصرهم خارج المسجد يذهب عنهم، ومن حول الإمام إناث ورجال؛ من أعمار ومحافظات مختلفة؛ منهم من مؤيدي الرئيس المعزول "محمد مرسي"، ومنهم أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين، ومنهم متظاهرون ضد الحكم العسكري، والبعض الآخر أطباء كانوا يعالجون الجرحى.
أما الوضع خارج المسجد، فلم يكن مختلفا؛ فالأعناق قد استبد بها الحنق والخوف، مما قد يحدث في الساعات القادمة، خاصة ومع اقتناعهم أن من بالداخل بعضهم يحمل أسلحة، وبرغم وجود قوات الشرطة بالخارج؛ فإن ذلك على ما يبدو لم يكن كافيًا لمن بالداخل كي يخرجوا دون تفكير؛ فوجود بعض الأهالي مع رجال الشرطة جعل الخروج من وجهة نظر من بالداخل هلاك، فإذا هم هربوا من بطش الأهالي فلن يهربوا من الاعتقال، على حد اعتقادهم.
20 ساعة قضاها المتظاهرون الذين خرجوا، أمس الجمعة، داخل مسجد "الفتح" برمسيس، الأمر الذي جعلها ساعات مرهقة مليئة بالتوتر، خاصة ومع وجود عدد كبير من النساء بالداخل.
بدأت الأحداث باحتماء المتظاهرين بمسجد الفتح مع اقتراب معاد حظر التجول، بعد أن تم عمل مستشفى ميداني كنتيجة للإصابات والقتلى بالأمس، ومن ثم تطور الأمر بعد محاصرة عناصر الشرطة للمسجد وبعض الأهالي للمسجد، مما دفع من بالداخل للاحتماء به حتى ساعات المساء الأولى من السبت، دون معرفة كافية لمصير الذين سيخرجون من المسجد.
تفاوضات أحيانًا ومناوشات أحيان أخرى؛ ذلك هو الحال في محيط "الفتح" منذ، الجمعة، وحتى قامت قوات الأمن بإخراج من بداخله؛ فالمفاوضات ظلت مستمرة مع وعد من الشرطة بإخراج من بالداخل آمنين، ثم تطور الأمر لهتافات من قبل المتظاهرين خارج المسجد، التي نددت بجماعة الإخوان المسلمين، ورغم خروج بعض من بالداخل آمنين، إلا أن عدد ليس بقليل من الذين كانوا بالمسجد لم يخرجوا، إلا ليتم أخذهم لسيارة الترحيلات والتحقيق معهم.
وفي وسط تلك الأحداث أصبح المسجد هو الأكثر تضررًا؛ ففضلا عن تحويله لمستشفى ميداني لإسعاف الجرحى وتراكم الأدوات الطبية على الأرض مع المتعلقات وقطع الأثاث التي وضعها من بداخله لحماية أنفسهم من الاقتحام؛ فلم يسلم المسجد من أين يكون شاهدًا على ثلاثة حالات وفاة هم سيدتان ورجل لم يتبين أسباب وفاتهما حتى الآن.