كتبت - دعاء الفولي:
وحيدًا جلس وسط الجموع التي جاءت من كل المحافظات المصرية، ممسكًا بتلك اللافتة التي لا تشبه أخواتها من اللافتات التي انتشرت في أنحاء اعتصام ''رابعة العدوية''؛ فهي لم تطالب برجوع الرئيس ''محمد مرسي'' ولم تطالب بالشرعية؛ فقط لافتة عريضة كُتب عليها ''عيسى اتقتل ومكنش إخواني، سلاحه: صوته وقلم فحم''.
الكلمات القليلة المكتوبة على اللافتة كانت كفيلة لمن يراها لمعرفة القصة؛ فـ''عيسى عصام'' هو ضحية من ضحايا أحداث ''المنصة''، التي وافقت فجر 27 يوليو، وراح ضحيتها العشرات وإصابة المئات تقريبًا، وكان ''عيسى'' قد قتل ضمن من قتلوا برصاصة دخلت من ظهره لتصيب القلب.
''أنا مكنتش أعرف عيسى شخصيًا بس كنت أعرفه من أيام نزولنا الثورة''.. قالها ''محمد''، الذي وقف بمفرده في الاعتصام، رافعًا اللافتة وخائفًا من التصوير حتى لا يُرى وجهه؛ فالشرطة ''بيعرفوا أشكالنا ويجيبونا''، على حد قوله، موضحًا أن ''عيسى'' كان معروفًا وسط الثوار لأنه كان يرسم ''الجرافيتي''.
رغم أن تفاصيل مقتل ''عيسى''، لم تتضح بشكل كامل بعد إلا أن دمائه كانت سبب وجيه لنزول ''محمد'' للاعتصام ''أنا جيكا كان صاحبي واتقتل والـ74 شابًا بتوع الأولتراس اللي ماتوا في بورسعيد، كانوا أصحابي لأني أولتراس أهلاوي، فأنا من الأصل ضد الجيش والشرطة ودة السبب اللي جابني هنا''.
ميدان ''رابعة'' لم يكن محطة ''محمد'' الأولى للاعتراض على قتل ''عيسى''؛ فقد ذهب قبلها إلى ميدان ''مكرم عبيد'' مشهرًا نفس اللافتة إلا أن ''تعليقات الناس للأسف كانت سيئة، في حد قال لي روحوا بقى قرفتونا، مع إني كاتب إن عيسى مش إخواني، وحد هددني إنه هينزل من العربية يضربني''.
عدم التقاء فكر ''محمد'' وبعض أهداف اعتصام ''رابعة'' لم يمنعه من البقاء في المكان حتى رجوع الحق لأصحابه ''أنا ناوي أكمل هنا، أنا مش نازل عشان الشرعية، أنا نازل أقول إني ضد القتل عمومًا وكلمت بعض أصحابي وهينزلوا معايا''.
''محمد'' من الذين شاركوا في مظاهرات 30 يونيو، ضد حكم الرئيس ''مرسي'' ولكنه على حد قوله، لم يهتف هتافات تؤيد القوات المسلحة أو الشرطة ولم يذهب للتحرير بل خرج في مسيرة ليهتف باسم ''جيكا'' ومن ماتوا غيره.