كتبت - إشراق أحمد:
جلس على كرسي بلاستيكي صغير بملامح هادئة، وابتسامة حملت الوصف ذاته؛ فمنذ أن انتهت امتحانات الصف الأول الإعدادي اعتاد على هذا الوضع.
''يوسف''، ابن الـ 12 ربيعًا، يستيقظ صباح كل يوم مرتديًا ثيابه مصففًا شعره بقُصته، التي تشبه أحد لاعبي كرة القدم المشهورين، ليتجه إلى محل بيع الأدوات المنزلية من الصاج والألمونيوم بمنطقة الغورية؛ حيث يسكن، ويجلس أمامه، مستعينًا بابتسامته لرد التحية على المارة من أهالي المنطقة الذين يعرفونه، أو الزبائن المترددين على المحل.
لا يختلف ''يوسف'' كثيرًا عن غيره من الصبية في مثل عمره، خاصة من قاطني مناطق القاهرة القديمة؛ يحب التواجد بالشارع واللعب مع الأصدقاء، يتواصل مع المارة ولو لم يعرفهم، يعرض تقديم خدماته على من يشعر بأنه ضل طريقه أو أنه بحاجة للمساعدة.
وعلى الرغم من كلماته البسيطة التي غلب عليها إيماءات الرأس بالإيجاب أو النفي لم تخل من الشعور بالخجل، إلا أن ''يوسف'' في تعامله مع الزبائن مختلف ''مع الزباين بتكلم وأجيب لهم الحاجة اللي عاوزينها''.
ومع أن مظاهر شهر رمضان لم تظهر بالشارع الذي يتواجد به ''يوسف''، والحديث عن عدم الشعور بأجواء ذلك الشهر هذا العام، غير أن الصبي صاحب الـ12 عامًا، لا يشعر بذلك ''رمضان السنة دي حلو''؛ فأكثر ما يفضله ''يوسف''، ويسعده في رمضان هو ''الفانوس وفرقعة الصواريخ'' مع أصدقاء المنطقة.
''التليفزيون كان هنا من شوية بيصور وبيسأل الناس عن رأيهم في السيسي.. وقالوا إنه كويس''.. قالها ''يوسف''، وربما كانت تلك الكلمات سبب رغبته في التصوير التي أبداها، وما كان رأيه مختلفًا ''السيسي كويس''، أما سبب ذلك '' الناس بتقول كويس يبقى كويس''.
''يوسف'' لا يعبأ كثيرًا بما يحدث؛ ففي المدرسة لا يتحدثون عما يجري بالبلاد وفي ''الإجازة'' يجد العمل واللعب؛ فكل ما يريده هو لعب كرة القدم مع الأصدقاء، وهو كما أكد بإيماءة رأسه إيجابًا أنه ''لاعب كرة كويس''، ويتمنى أن يكون مثل ''زيدان المصري''؛ لأنه حسبما وصفه لاعب جيد و''أصلي''.