كتبت - نوريهان سيف الدين:
58 عامًا.. ولا تزال ''فوازير رمضان'' تزين الإفطار الرمضاني؛ البداية كانت بالصدفة، من داخل ''محطة بنزين'' جاءت الفكرة، ''الأصوات'' كانت مصدر الإلهام لواحدة من أكثر أيقونات الإذاعة الرمضانية على مدار أكثر من نصف قرن من الزمان.
''فوازير رمضان'' التي خرجت للجماهير عبر الإذاعة المصرية بصوت القديرة ''آمال فهمي'' لأول مرة في 1955، وصارت محطة هامة في حياة المستمع المصري، وعلاقة عبر الأثير امتدت لسنوات، لتصبح ''طقس رمضاني'' مفضل للعائلة المصرية عقب انطلاق مدفع الإفطار.
في 1954، كانت الإذاعية ''آمال فهمي'' تسجل أحد حلقات برامجها بـ''محطة بنزين''، ولفت انتباهها صوت ''آلة ضبط إطارات السيارة''، وتولدت لديها فكرة ''الفزورة.. مين صاحب الصوت''، ويشهد رمضان 1955 أول حلقات ''فوازير رمضان'' بتقديم ''الست آمال''.
الحلقات كانت عبارة عن تسجيلات للمشاهير يقرأون فيها صفحة من كتاب، وتقول ''آمال'' إن الحلقة الأولى كانت بصوت ''أم كلثوم'' تقرأ كتاب ''الأيام'' للدكتور طه حسين، وكانت أول مرة يسمع فيها الجمهور صوت أم كلثوم تتحدث وليست تغني، وأخطأ عدد كبير من الجمهور في صوتها، واعتقد أنها الدكتورة ''سهير القلماوي''، والتي كانت وقتها كثيرة التردد للحديث بالإذاعة.
''بيرم التونسي، مفيد فوزي، صلاح جاهين وبهاء جاهين''.. ثلاثة شعراء و''صحفي'' سطروا بأقلامهم حلقات الفوازير منذ بدايتها وحتى الآن؛ ففي العام التالي لانطلاقها كان الشاعر والزجال الراحل ''بيرم التونسي'' يقوم بكتابة الحلقات، واستمر يكتب حلقاتها حتى وفاته، ثم كتبها الصحفي ''مفيد فوزي'' لمدة عام واحد، ثم الصحفي الكبير والشاعر ''صلاح جاهين'' واستمر يكتبها 15 عامًا متواصلة حتى رحيله، ليستكمل نجله الشاعر ''بهاء جاهين'' كتابة الحلقات حتى الآن.
الجائزة الأولى كانت ''خمسة جنيهات'' في بداية انطلاق الفوازير، ووصلت إلى ''10 آلاف جنيه'' كجائزة أولى برعاية شركات البريد ومصر للتأمين، وخلال سنوات طويلة، كان كل رمضان يحمل موضوعًا مختلفًا للحلقات؛ فبين ''طوابع البريد، المواسم والأعياد، الشخصيات، الأمثال'' وغيرها، لتكون ''الأفلام'' هي موضوع حلقات رمضان 2013، بمقدمة ''فاكر ولا مانتش الفيلم الممنتج''.