كتبت - نوريهان سيف الدين:
"الخيمة الرمضانية".. طقس يعود لمئات السنوات في عمق التاريخ، تجد بداخلها تجسيدًا للروح الرمضانية بجمالها وتراثها ونكهتها الفريدة.
في منطقة "تحت الربع" أو الخيامية المجاورة لبوابة المتولي، تجد المنبع الأصلي لنهر عذب من الموهبة والإبداع الجمالي والتشكيلي، لوحات تحكي تاريخ مصر يحيكها صناع مهرة سلاحهم الأبرة والخيوط والأقمشة.
"محمود ذكي"، صاحب محل لبيع الخيام، ومن أقدم الصناع والباعة بالمنطقة يقول: " ورثنا صنعة بيع الخيام من الأجداد، وحتى اليوم نعمل بها لإننا الأصل، أعمالنا لوحات لا تقدر بثمن ولا يقدرها إلا من يعشق فن الخيمة العربية".
وعن الوقت الذي يستغرقه فى الصناعة يقول :'' بعض اللوحات تأخذ شهر لإنجازها، والبعض أقل بحسب نوعها، ويبدأ السعر من 50 جنيه ويصل إلى ألف وثلاثة آلاف جنيه؛ فعلى الرغم من أن متر القماش رخيص الثمن وقد يصل إلى 10 جنيهات فقط، إلا أن الصانع قد يستخدم 25 لون فى قطعة القماش الواحدة ويحتاج إلى أتواب متعددة'' .
"دلوقتي أغلب اللي موجود قماش مطبوع؛ لأن الناس عاوزة شكل وروح الخيمة لفترة رمضان، بالإضافة لإن سعرها بسيط والمتر من 3.5 وبيوصل لـ 7.5 جنيه وحسب الخامة، إنما متر الخيمة اليدوي بيبدأ من 80 جنيه، وطبعًا مش أي حد هيقدّر الفن ده ويستغلى سعره".. قالها "ذكي" عن أسعار الأقمشة التي يصنع منها الخيمة الرمضانية.
ينظر لمعروضاته بخارج الدكان وعلامات الزهو تبدو على وجهه ويقول: " الشارع هنا عايش طول عمره في صناعة الخيام والصوان، ولما الحكومة قررت تخلي المنطقة كلها لصناعة الخيامية دخل على المهنة ناس تانية غريبة، كل واحد غير نشاطه وبيشتري الأقمشة المطبوعة جملة ويجي يبيعها، إنما المكان هنا الأرخص على الإطلاق، والكافيهات والفنادق والناس بتيجي تشتري على طول وبالذات في رمضان"، على حد قوله.
يشكو "شيخ الصنعة" من تدهور حال السياحة الفترة الأخيرة بعد الثورة "فترة قبل الثورة كان الحال يا دوب ماشي، لكن بعدها الناس يوم تيجي و10 لأ، و الأسعار غليت على ولاد البلد، فمحدش بيشتري زي زمان"، مؤكدًا أن فن الخيامية والرسم الإسلامي وصل للعالمية ويقدره الأجانب.
ومؤخرًا بدأ البعض ينقشون الخط العربي والإسلامي على عبايات والملابس" الناس دلوقتي بدل ما تشتري صوان خيمة بتاخد خماش رسمة الخيامية وتفصله عباية ولا شنطة ولا حتى مساند كراسي، أهي حاجة من جو الفولكلور".. هكذا وصف الرجل الثلاثيني حال الخيامية في مصر.