كتبت - نوريهان سيف الدين:
عربة بث تليفزيوني زرقاء كبيرة بداخل أسوار مسجد ومستشفى ''رابعة العدوية'' محاطة بـ''كمين'' حراسة من رجال تأمين الاعتصام، عربة صغيرة يعلوها طبق إرسال واستقبال فضائي تابعة هي الأخرى لقطاع الأخبار المصري، وعدد كبير من المولدات الكهربائية، وعدد أكبر من صيحات التحذير لمن يقترب منها على غرار ''ممنوع الاقتراب أو التصوير''.
''حسن القباني''.. رجل ارتدى ''أفرول'' العمال و''كاب'' يحميه حر الشمس، عليه الشعار الأحمر ''للحملة الانتخابية لمرسي رئيسًا''، قال إن العربة التابعة لـ''ماسبيرو'' جاءت الميدان هنا منذ ''30 يونيو''، أي قبل اشتباكات ''الحرس الجمهوري'' بيومين، إلا أنهم تركوها وخرجوا من الميدان بعد أن ظلوا يذيعوا أنباءً مغلوطة عن المتظاهرين، ومنحازين بشكل أكبر لاعتصامات الميادين الأخرى المعارضة لـ''مرسي''، على حد قوله.
''محدش طردهم ولا كسرنا عربيات ولا حرقناها، أديكو شايفين أهو مش مخليين حد يقرب ناحيتها''.. هكذا جاء الرد على سؤال وربما اتهام لهم لتخريب العربة التابعة لوزارة الإعلام والتليفزيون المصري، والاستيلاء عليها بالقوة وتهديد العاملين بها ''كل اللي حصل في الميدان من أول يوم لحد لحظتنا دي متسجل في المركز الإعلامي بالصوت والصورة وبيتذاع على القنوات ويرد على اتهاماتهم''، على حد قول ''القباني''.
مجموعة ترددات لقنوات فضائية مكتوبة في لافتات مطبوعة أو مكتوبة بخط اليد غطت مداخل ومخارج ''مسجد رابعة العدوية'' لقنوات ''اليرموك والجزيرة مباشر والندى ومصر25 والحرة''، وهي القنوات الثمانية التي تنقل بث حي على مدار الساعة لفعاليات اعتصام متظاهري ميدان ''رابعة''، بدلاً من ''قنوات العار'' التي كتبوها مرفقة بصور لقائمة ''إعلاميون كاذبون'' على حد وصفهم، وذلك في المدخل المؤدي للمسجد من ناحية شارع الطيران.
وعلى مدخل ''المسجد'' من الناحية المؤدية لشارع عباس العقاد، ستجد حراسة مشددة أكبر على خيمة كبيرة تعمل كمقر لـ''المركز الإعلامي لاعتصام ميدان رابعة العدوية''، وهي مقسمة لجزئين، أحدهما مخصص لوسائل الإعلام والصحف والقنوات الناطقة بالعربية، والآخر للقنوات والمراسلين الأجانب، وفيها توثيق كامل بالصوت والصورة لفعاليات الاعتصام، وأيضًا صور لقتلى ومصابي أحداث ''الحرس الجمهوري'' وغيرها من ''خطب المنصة''.