يرويها ـ حسن الهتهوتي:
''تعالج العقم عند النساء .. الديناميت لم يؤثر فيها .. كائنات تظهر وتختفي''.. حكايات منذ زمن بعيد، يرويها سكان قرية عرب مطير بأسيوط، حول كتلة معدنية ذات شكل أسطواني، تحوي بداخلها ما يُشبه مواد البناء، عُثر عليها أعلى إحدى التلال الرملية.
''الهنتيكة''، هو اسمها، ويُقال عنها إنها أثرية، يحميها حراس أقوياء من الجان، لا يستطيع أحد المساس بها وإن حاول فلن يجد لها نهاية ولن يستطيع حتى فك جمودها، هذا إن فعل ذلك دون أن تصبه لعنة حراس هذا المكان.
توجهنا لتلك الكتلة لنكتشفها بأنفسنا، وكنا طوال الطريق نتذكر ما قيل لنا عنها، فأحد الأهالي ـ في العقد الرابع من عمره ـ أخبرنا أنها منطقة أثرية، وأنه منذ الصغر يسمع عنها الكثير من الحكايات المثيرة والمرعبة، وأن هناك شيئاً يُشبه ''الدجاجة'' تظهر يوم الجمعة من كل أسبوع، ثم تختفي فجأة، وأن هناك جهات حكومية حاولت تدمير هذه الكتلة الحديدية بالديناميت لمعرفة ما تحويه أو ما وراءها، إن كانت إشارة تدل على شيء معين ، ولكن لم تستطع التأثير فيها، كما سببت هوساً لدى الناس، حيث ابتعد عنها البعض خوفاً مما يسمعونه من الروايات المرعبة، والبعض الآخر من المغامرين بأنفسهم أسرعوا بالحفر بجوارها لكي يصلوا إلى السر الخفي الذي ربما يكون كنزاً، مما حول المنطقة إلى مجموعة من الحُفر التي قام بها هؤلاء.
أكد آخر نفس القول بأن هذه المنطقة أثرية، ولكن يبقى هذا المجسم المعدني لغزاً محيراً، فلا يعلم أحد هل هو فعلاً دليل لشيء معين، أم أنه مجرد علامة حدودية كان يستخدمها القدماء لفصل منطقة عن أخرى، وأن هناك نساء يذهبن لها كل يوم جمعة للمرور حولها، اعتقادا منهن أنها تُعالج العقم عندهن.
روايات قالت عنها إن ورائها مدينة فرعونية كبيرة، وأن الإنجليز أو الرومان تمكنوا من اكتشاف ذلك، ولهذا السبب وضعوا هذا المجسم لكي يستطيعوا الوصول إليه فيما بعد.
بعد مسافة كبيرة من السير على الأقدام، بين تلال الصحاري، وصلنا للمنطقة، وكانت هناك آثار لحريق أسفلها، في حفرة عميقة، وآثار حُفر أخرى نحوها، في نهاية الحفرة الأصلية، ووجدنا ما يُشبه مواد البناء معبأة داخل تلك الكتلة المعدنية السميكة، وبأسفلها فتحة نحو الشرق والغرب، وكانت فوق واحدة من أعلى النقاط بتلك التلال الصحراوية.