كتبت - نوريهان سيف الدين:
في البداية كانت "ثورة الياسمين"، ثورة تفتحت بعد احتراق "البوعزيزي" اعتراضًا على الظلم والجور؛ فأحرقت معها عروش ديكتاتوريات العرب، وتوالى سقوط الأنظمة تباعًا، وكانت المحطة التي سيقف فيها قطار "الربيع العربي" يبادر زعيمها ليقول أن بلده "ليست تونس".
وعلى الرغم من كثير من المواقف كانت دائمًا تأتي فيها "الإجابة تونس" سواء في الثورة أو الاتفاق الوطني أو الالتفاف حول الدستور أو انتخاب رئيس الجمهورية، إلا أن هذه المرة انقلبت الآية، وبادرت القوى الثورية التونسية لتعلنها "الإجابة مصر"، بعد موجة الاعتراضات الواسعة التي تشهدها مصر اعتراضًا على عزل "مرسي" وحكم الإخوان المسلمين، وتتخذ الحكومة التونسية شعار "تونس ليست مصر".
منذ أيام قليلة، صرح رئيس الحكومة التونسية "علي العريض" بأنه من المستبعد تكرار المشهد المصري في أراضي "ثورة الياسمين"، والتي يحكمها الآن "حزب النهضة" ذو الايديولوجية الإسلامية، وعقّب أنه يثق ثقة كبيرة في وعي الشعب التونسي لإدراكه طبيعة ومعطيات كل بلد وظروفها، إلا أن نواب المعارضة التونسية أكدوا أن ما يحدث في مصر سيكون له أصداء واسعة في بلدان الربيع العربي، خاصة تلك التي ظهرت فيها قوى الإسلام السياسي وفي مقدمتهم تونس.
وعلى غرار "تمرد مصر"، دشن عدد من شباب الحركات الثورية التونسية المعارضة حركة "تمرد التونسية"، للمطالبة بسحب الثقة من المجلس الوطني التأسيسي، وتعيين لجنة من خبراء القانون الدستوري، وذلك بالتزامن مع إعلان "حكومة النهضة" سن قانون "العزل السياسي"، وحدوث تجازب بين السلطة و المعارضين من ناحية، وبين الثوار ورموز نظام "بن علي" السابق.