كتبت - إشراق أحمد:
ينطلق القطار قاصدًا رصيف كل محطة تباعًا، ومع فتح الأبواب بكل محطة يتنقل ''محمد'' بين عربات مترو الأنفاق حاملاً بإحدى يديه أعلام مصر، وبالأخرى حقيبة قماش رمادية اللون يحتفظ داخلها ببقية الأعلام، ويتدلى حول عنقه لافتات صغيرة حمراء تحمل كلمات ''ارحل يا مرسي''.
بين صفوف الراكبين باتجاه ''حلوان - المرج'' من الوقوف والجلوس ظل ينادي '' محمد'' بصوت مرتفع وابتسامه تظهر بين الحين والآخر مع تبادل الحديث مع الراكبين '' حد عايز علم مصر ب 2جنيه والخمسة بعشرة وارحل يا مرسي كمان''.
بضاعة ''محمد'' مختلفة عن غيره ممن اعتادوا تبادل البيع داخل عربات مترو الأنفاق منذ وقت طويل، والشاب العشريني أحدهم؛ غير أن الظروف هي ما حكمت عليه تغيير بضاعته إلى علم مصر ولافتة '' ارحل يا مرسي''، وذلك مع عودة التظاهرات بكثافة في التحرير.
''محمد'' يعمل داخل عربات المترو منذ ست سنوات فهي بالنسبة له مهنة جيدة لعدم توافر غيرها '' هنعمل إيه هيوظفونا يعني''، غير أن بيع الأعلام بدأ منذ أسبوع، والزبائن ليس فقط من مرتادي المظاهرات بل كثير يفضلوا شراء العلم خاصة لأطفالهم.
ومع إقبال عدد من الراكبات لشراء الأعلام والحديث مع بعضهن خلا من إبداء الرأي إلا بالفصال في بضاعته، قال ''محمد'' : '' حال البيع ماشي هنا وإن كنا بندفع غرامات كتير مش على قد اللي بيتباع''، ورغم ذلك فضل البيع داخل عربات المترو كحال ما يقرب من 30 بائع قرروا تغير نشاطهم إلى بيع أعلام مصر على حد قوله، بدلاً من الذهاب لأماكن المتظاهرين لأن '' هناك بيبقى في بياعين كتير''.