كتبت - نوريهان سيف الدين:
منذ أكثر من عامين، والشعب المصري يتابع خطابات وبيانات هامة مؤثرة في حركته الثورية؛ فمنذ خطاب مبارك الأول و''متلازمة ستوكهولم''، وخطاب ''التنحي''، وأيضًا خطاب ''الفنجري وتحية الشهداء''، وما تلاه من فيض من خطابات القائمين على الحكم في مصر.
إلا أن مظاهرات ''30 يونيو'' في ذكرى تولي الدكتور ''مرسي'' للرئاسة، والرغبة في رحيله لإخفاقه في السير على مسار وخطى ثورة يناير، كما يري معارضيه، كل هذا استلزم منه الظهور هو الآخر بخطاب، مساء الثلاثاء، استمر حوالي 50 دقيقة على شاشة التليفزيون المصري، وفيه رصد بعض المواقف على الساحة والمشهد السياسي.
في خطاب وصفه أنه موجه لـ''ألوان الطيف'' المصري بكافة تنوعاته من مؤيدين له ومعارضين، رجال ونساء، شيوخ وأطفال، مسلمين ومسيحيين، مدنيين و عسكريين، أكد الرئيس ''محمد مرسي'' أنه لا بديل عن ''الشرعية''، وهي الكلمة التي تكررت في خطابه لأكثر من ''30 مرة'' تقريبًا، ودعوته للحفاظ على الجيش والشرطة لأنهم الأمل الوحيد لاستقرار الأمن في مصر.
تحليلات الخطاب تنوعت؛ فبين ترحيب به لمؤيدي الرئيس ورؤية أنه يعطي فرصة للمعارضة للحوار والالتفاف حول مصلحة الوطن، وبين ''جزمة مرفوعة'' في قلب ميدان التحرير، رفضًا للخطاب ورؤية أنه ''تمسك بالسلطة'' كما فعلها ''مبارك من قبل''، إلى جانب تحليلات الفضائيات والسياسيين، إلا أن تحليلات ''تويتر وفيس بوك'' تبقى هي ''فاكهة التحليلات'' وكوميديا الموقف النابعة تعقيبًا على ''مرسي''.
فبعد ''الحارة المزنوقة و678954'' الذين يعبثون بمصلحة الوطن واستقراره كما قال ''مرسي''، تحول الأمر إلى ''32 عيلة'' من النظام القديم سيطرت على البلد وتلاعبت بها وامتصت قوت الشعب، وهو ما وصفهم ''مرسي'' بـ''وجوه الإجرام القديم البارزة، مش عاوزة ديمقراطية واتعودوا على التزوير واستغلوا غضب الشباب''.
''مرسي لم يكن حريصًا على كرسي''، ''كنت ومازالت وسأظل متحملا للمسئولية''.. وهي مرادفة لمضمون خطاب ''مبارك الأول'' أثناء ثورة 25 يناير، والذي أكد فيه أنه ''لا يسعى للحكم وإنما يتحمل مسئولية الوطن''، وأنه ''كان وما زال وسيظل'' يخدم الوطن ويعيش على أرضه إلى أن يموت فيه ويدفن في ترابه.
''الحجج كتير والسحرة كتير والتحدي كبير''.. استخدم ''مرسي'' هذا الوصف عند حديثه عن ''الإعلام وأذناب النظام السابق''، والراغبين في استخدام ثورة الشباب في تشكيل ''ثورة مضادة'' وإرجاع رموز النظام القديم الفاسد، وأضاف ''حياتي هي ثمن الحفاظ على الشرعية الدستورية والقانونية والانتخابية''.
''انتو عارفين الأعادي ويا فرحة عدونا فينا''.. هي أبرز ما تناقله مستخدمي الشبكات الاجتماعية في التعليق الساخر على خطاب ''مرسي''، واصفين إياها بـ''مصطلحات صالونات حريمي''، وبعد أن عرض خطة مقدمة من بعض الأحزاب والحركات السياسية والمستقلين لكيفية الخروج من الأزمة، وسيناريوهات الحل لها، اختتم ''مرسي'' خطابه بـ''قلبي على وطني ينفطر'' و''معكم إلى منتهى شوط الشرعية''، محذرًا الشعب المصري ''اوعوا تقعوا في الفخ''.