كتبت - يسرا سلامة:
منذ أكثر من عامين، سمع المصريين تهديدًا من الرئيس السابق ''حسنى مبارك'' فى عام 2011، بأن في حالة رحيله ستعم الفوضى على البلاد، لكن التاريخ أحيانًا يعيد نفسه؛ فقد سمع المصريون تلك الجملة اليوم من الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب، قائلاً إن رحيله يعني الفوضى في البلاد.
''إما أنا أو الفوضى''.. قالها مبارك رافعًا إياها في وجه المتظاهرين في كل الميادين قبيل رحيله، محذرًا وقتها من الفوضى التي ستجوب البلاد و الإخوان الذين سيسيطرون على السلطة من بعده، وقالها ''مرسى'' اليوم فى حواره مع صحيفة الجارديان البريطانية.
''مصر لن تشهد ثورة ثانية، وإذا تركت منصبي، فذلك سيهدد شرعية من بعدى''.. هكذا كانت كلمات الرئيس ''مرسي'' في وصفه للمشهد الذى تراه مصر الآن في عدد من الميادين، وقال مرسي :'' لو أننا نزعنا السلطة من كل رئيس منتخب وفقًا لشرعية الدستور، فإن هناك أصواتًا أخرى ستطالب برحيل الرئيس الجديد في حالة المعارضة، ولن يلبث أي رئيس في الحكم أكثر من أسبوع أو شهر''، على حد قوله.
''هذا التصريح مرفوض لأن مرسي يسير على نهج مبارك، محذرًا من الفوضى من بعده''.. هكذا علق ''يسرى العزاوي''، الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، معقبًا على تصريح الرئيس مرسي، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تتبع نفس المنهج في مخاطبة الغرب و الخارج، بدلاُ من توجيه الخطاب للداخل، وذلك من أجل الحفاظ على السلطة، على حد قوله.
وأشار ''العزاوي'' إلى أن جماعة الإخوان المسلمين لا تملك أي قدرة لإدارة المشهد؛ قائلاً:'' قلب القاهرة اليوم ينبض بثورة ضد الرئيس، وسوف ينبض بالملايين في الساعات القادمة، بالإضافة إلى التحول في المشهد الأوروبي ضد الرئيس مرسي والتخلي عن دعمه''، على حد قوله.
وتابع ''العزاوى'':''الولايات المتحدة الأمريكية ستتخلى عن مرسي كما تخلت عن مبارك؛ فهي تخلت عن مبارك بعد 30 عامًا، لكنها ستتخلى عن مرسى بعد عام واحد فقط في الحكم''، مضيفًا أن جماعة الإخوان المسلمين تسعى لرضاء البيت الأبيض من أجل البقاء في السلطة، على حد قوله.