كتب- محمد منصور:
''أشترى وجبة وخد لعبة هدية'' شعار يرفعه أحد أشهر مطاعم الوجبات السريعة ليحث الآباء على شراء وجبات لأبنائهم، الأمر الذى يدفع أولياء الأمور إلى تحمل عبأ شراء الوجبة من أجل الهدية.
''بابا أنا عايزه ساعة'' تقول طفلة لوالدها الواقف في أحد المطاعم، يشترى الأب ''الوجبة'' ليهدي أبنته ''الساعة الفوشيا''، ليتفاجئ بعدها بالتحذير المكتوب باللغة الإنجليزية على ورقة التعليمات المرفقة داخل الساعة المستوردة من الصين ''إذا أصيب الطفل بالحكة الجلدية يجب خلع الساعة فوراً واستشارة الطبيب، ممنوع أستخدمها للأطفال أقل من 12 عاماً'' ليقوم الوالد بألقاء ''الهدية'' داخل أقرب سلة مهملات.
فى العام 2010 حظرت ولاية كاليفورنيا الأمريكية تقديم هدايا للأطفال مع الوجبات السريعة بسبب ما تمثله من خطورة على الصحة العاملة ولمكافحة وباء السمنة، ومنع استغلال حب الأطفال للهدايا، قامت بعدها الولايات المتحدة بمنع ألعاب الأطفال القادمة من الصين، بسبب ارتفاع مستويات الرصاص بها وثبوت ضررها الكبير.
وفى دراسة علمية أجرتها منظمة ''السلام الأخضر'' ، قال التقرير الصادر في مايو الماضي، أن أكثر من 10% من عينات ألعاب الأطفال المصنعة في الصين و المسحوبة من أسواق الدول النامية والمتقدمة على حد سواء أثبتت التجارب المعملية وجود ضرر فيها وصفته بـ''المهول''، وقال التقرير أن نسبة المعادن الثقيلة الموجودة في هذه الألعاب تتعدى بأكثر من 500 مرة الحد المسموح، الأمر الذى قد يؤدى لإصابة الأطفال بقائمة من الأمراض تبدأ بالحساسية الجلدية وتنتهى بالسرطان.
وشمل الفحص الذى أجرته المنظمة الألعاب المقدمة للأطفال كهدايا مع الوجبات السريعة، وأثبتت التجارب خطورتها، فالهدايا ''عالية السمية'' نتيجة وجود خليط من المعادن في تركيبها، وشملت قائمة المعادن مواد سامة مثل ''الزرنيخ والزئبق والرصاص والكادميوم'' الأمر الذى وصفته المنظمة بـ''الكارثة''، وأورد التقرير في نهايته ضرورة ''توخى الحذر'' أثناء شراء ألعاب الأطفال ولوازمهم المدرسية من شنط وأحذية وأقلام.