كتب- محمد منصور:
منذ قديم الأزل يتساءل الإنسان ''كيف كان شكل البشر بالأمس وكيف سيكونون في المستقبل''، كاتب الخيال العلمي ''إتش جى ويلز'' قرر منذ أكثر من 100 عام أن يعتمد على مخيلته ليرسم صورة البشر في المستقبل البعيد في رائعته ''آلة الزمن''، وقسم ''ويلز'' البشر إلى قسمين، الأول ضعاف البنية، وهم السادة الذين يفكرون بالعقل ولا يمارسوا أي عمل يدوي على الإطلاق ''المخ''، والثاني ضخام الجثامين أقوياء الجسد وهم العبيد المنفذين ''العضلات''.
غير أن تطور العلم الحديث، ساهم فى رسم صورة أكثر دقة لملامح البشر بعد100 ألف عام، اعتمادً على التطور المذهل الذى لحق بعلم الجينات فى العشر سنوات الأخيرة، وعبر برنامج حاسوبى شديد التعقيد، رسم الفنان ''نيكولاى ليم'' أول صورة لبشرى يحيا فى الألفية الـ103.
اعتمد ''ليم'' على آراء الدكتور ''ألن كوان''- الذي درس الإحصاء الجيني في جامعة واشنطن- لرسم لوحته، ويقول ''كوان'' إنَّ ثورتنا الجينية في المستقبل ستعتمد على الانتقاء، بمعنى أن كلاً من الأبوين سيختار ابنه بـ''ما يناسب احتياجاته'' الأمر الذي سيؤدي إلى سيادة بعد الصفات التي يعشقها البشر في أنفسهم مثل الجباه العريضة والعيون الواسعة والجلد الناعم والدماغ المتطور، ويقول ''كولن'' في دراسته التي نشرتها جامعة واشنطن، أن الهندسة الوراثية ستتحكم بشكل كامل في مصير المواليد ''وبالطبع سيختار والديهم ذو دماغ كبيرة وجباه عريضة وعيون واسعة فاتنة'' بحسب قول ''ألن'' لصحيفة الديلى ميل البريطانية.
ويؤكد ''كولن'' في دراسته، أن التغيير ''الفيزيائي'' سيتبعه تغيير ''بيولوجي''، حيث ستكون العيون ''أكثر حساسية للضوء'' وستكون الجفون أقل سمكاً وقوس الحاجب أكثر وضوحًا في الوقت الذي سيكون فيه الجلد ''مصبوغاً بصبغة تمنع تأثير الأشعة فوق البنفسجية''.