القاهرة - (الأناضول):
تفاعل مواطنون مصريون مع الأزمة المحتملة لسد النهضة، الذي أعلنت إثيوبيا البدء في تشييده قبل أيام، من خلال الفضاء الإلكتروني حيث ذخرت مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" باقتراحات من شأنها التقليل من أثره السلبي على بلادهم، وتقديم حلول عملية للأزمة، بحسب رأيهم.
وجاءت تلك المقترحات بالتزامن مع تصاعد الجدل في مصر حول تداعيات السد الإثيوبي، حيث اجتمع الرئيس المصري محمد مرسي، الإثنين، مع عدد من القوى السياسية في البلاد لبحث سبل التعامل مع سد النهضة، في ظل المخاوف المتصاعدة من أن يتسبب في تقليص حصة دولتي المصب (مصر والسودان) من نهر النيل.
وقال الرئيس المصري، خلال الاجتماع، "إن التوافق بين إثيوبيا والسودان ومصر قبل بناء سد النهضة الإثيوبي أمر ضروري".
عبد الرحمن منصور، أحد مؤسسي صفحة "كلنا خالد سعيد" التي لعبت دورا بارزا في الدعوة لثورة 25 يناير 2011، طرح عبر حسابه على موقع "فيس بوك" فكرة استخدام العلاقات الشخصية في التعامل مع الأزمة، وقال "واحد من مفاتيح حل الأزمة مع إثيوبيا هو محمد حسين العمودي، رجل أعمال سعودي مولود لأم إثيوبية وهو المستثمر الأوّل في البلاد (إثيوبيا)، وواحد ممنّ موّلوا سدّ النهضة .. ثروته تقدر بـ 13 مليار دولار وهو ثاني أغنى رجل عربي، ويُوظف 40 ألف مواطن إثيوبي في شركاته التي تعمل في مجالات البناء والفنادق والبنوك، ومن الممكن الحوار معه ليكون أحد أوراق التفاوض مع إثيوبيا"، بحسب قوله.
كما أشار منصور إلي إمكانية استخدام المشاكل الداخلية لإثيوبيا كـ"ورقة ضغط" ومنها "غياب الحريات"، منوها في هذا الصدد بما قال إنها "مظاهرات حاشدة خرجت قبل أيام للمعارضة الإثيوبية - والتي تضم عشرات الآلاف من المسلمين - تنديدا بتفشي الفساد والبطالة وللمطالبة بالإفراج عن معتقلين سياسيين".
بينما رأى الناشط السياسي والطالب بجامعة الأزهر مالك سلطان، علي حسابه بموقع "تويتير"، أن "هناك عدد من مشايخ السلفية في إثيوبيا يمكن الإستعانة بهم في التعامل مع الأزمة"، كما نصح كذلك بالاستعانة برجل الأعمال المصري أشرف الشيتي، وقال "هذا الرجل له علاقة قوية مع رئيس جيبوتى، وحصل منه على ترخيص بتأسيس بنك ويمكن الاستعانة به لتحقيق دخول مصري قوى داخل جيبوتي"، في إشارة إلى إمكانية الاستفادة من جيبوتي كدولة مجاورة لإثيوبيا.
وتفاعل أيضا مع الأزمة المحتملة لسد النهضة الإعلامي الفلسطيني وضاح خنفر، مدير شبكة "الجزيرة" الفضائية سابقا، مقترحا أن تفتح مصر مزيد من العلاقات مع الدول الإفريقية وفي مقدمتها الصومال خاصة، وقال "زيارة الرئيس مرسي إلي الصومال يمكن أن تكون مؤشرا مهما علي بداية تصحيح الخلل في علاقة مصر بالقرن الإفريقي".
وشهد الفضاء الإلكتروني كذلك اقتراحات من مواطنين عاديين، وبينهم وليد السيد، الذي رأى أن الحل يكمن في "تقديم رؤية للتكامل بين مصر والسودان في العديد من المجالات وهو ما يشكل ثنائيا قويا له وزنه في القارة ويؤثر علي قرار إثيوبيا خاصة وأن إثيوبيا حاولت عزل مصر عن الدول الإفريقية من خلال اتفاقية عنتيبي".
ومن بين دول حوض النيل العشرة وقعت 7 دول على اتفاقية "عنتيبي" التي تطرح بشكل غير مباشر إعادة النظر في حصتي دولتي المصب (مصر والسودان).
من جانبه طالب الناشط على الإنترنت إبراهيم أباظة عبر حسابه على فيس بوك بـ"ضرورة التفاعل مع المعارضة الإثيوبية لدعم موقف مصر، واستخدامها كورقة ضغط"، كما طالب بـ"العمل الجاد على تقديم الدعم لإثيوبيا من خلال رجال الأعمال المصريين والجمعية الشرعية وتفعيل دور الأزهر في هذا البلد".
وقال أحمد توفيق، ضابط شرطة سابق عبر "تويتر" إن حل الأزمة "يحتاج الى فريق من المتخصصين فى المياه والموارد المائية والهندسة المائية والمخابرات العامة والحربية والقوات المسلحة على أن يعهد اليهم بهذا الملف للخروج ببدائل وخيارات للتعامل مع هذه الأزمة".
بينما طرح زعيم "التيار الشعبي" والمرشح السابق بانتخابات الرئاسة حمدين صباحي مقترحا عبر حسابه بموقع "تويتر" للضغط على إثيوبيا يتمثل في "منع السفن التي تحمل معدات تستخدم في بناء سد النهضة، وقال إن "من حق مصر إغلاق الملاحة بقناة السويس أمام سفن الدول المعادية لها في أوقات إعلان حالة الحرب وأنه يمكن اتخاذ هذه الخطوة حال إصرار إثيوبيا على بناء سد النهضة بما يؤثرعلى حصة مصر من مياه النيل".
وكانت أديس أبابا قد أعلنت الأسبوع الماضي وبشكل مفاجئ عن تغير مجرى النيل الأزرق، أحد الروافد الرئيسية لنهر النيل، إيذانا بالبدء في أعمال بناء سد النهضة، الذي تقول مصر إنه سيؤثر على حصتها من مياه النيل