كتب - أحمد عبد المجيد:
تصوير- محمد مهدي، ودينا مهدي
شاعر حصل على العديد من الجوائز فى مسابقات الثقافة الجماهيرية, ترك وزارة التعليم وانتقل إلى وزارة الثقافة بأسيوط, انضم إلى حركة كفاية وكان له دور كبير بأشعاره ضد التمديد والتوريث فى الحكم, واجه الكثير من الصعاب من قبل أمن الدولة فى النظام البائد, إلى أن جاءت الثورة وتولى منصب رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة.
سألنا سعد عبد الرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة، أين وصل مسرح الثقافة الجماهيرية الآن, فأكد سعد عبد الرحمن أنها سبوبة كبيرة وبها مخالفات وفساد لا حصر لها, وأنا من وجهة نظرى أن المسرح الحقيقى أجده فى نوادى المسرح, لأنه يتم بتكلفة بسيطة جدا، ويندرج تحت مسمى المسرح الفقير والذى يمتاز بالبساطة فى الإخراج والديكور وأداء الممثلين, وهذه عوامل لابد أن يتوافر فى كل مسارح الثقافة الجماهيرية, وأيضا به سهولة فى انتقاله وعرضه فى عدة أماكن, حتى نتيح الفرصة للقرى والنجوع لمشاهدة هذه العروض, ولكن الذى يعقينا الان شروط الحماية المدنية القاسية, وهنا أتساءل هل المدارس والجامعات والهيئات الحكومية تلتزم بشروط الحماية المدنية, ومن أجل هذه الشروط نحتاج إلى 35 مليون جنيه لاستكمال منظومة الحماية المدنية, وهذا مبلغ فوق طاقة الثقافة.
وبشأن ما يتردد من أن هناك محاولات لأخونة الثقافة فى مصر، قال عبد الرحمن ''حتى الآن كل هذه الأفكار مجرد تخوفات، ولم يحدث إلى وقتنا هذا أى تجربة لأخونة الثقافة, والمثقف يمتاز بأنه حساس ومتخوف ويحسب للأمور قبل أن تحدث, وأنا فى اعتقادى الثقافة ليست بالسهولة أن تنحاز أو يسيطر عليها أى فصيل, والتاريخ يثبت أن الهيئة العامة للثقافة بعيدة تماما عن فكرة التخوين, لأنها تعمل وسط الناس منذ بدأت مدارس الشعب مرورا بجامعة الثقافة الحرة، حتى وصلت إلى قصور الثقافة, ونحن نعمل نشاطات مجانية نستهدف منها القطاع الأكبر من الشعب المصرى محدود الدخل, ونقدم كتب زهيدة الثمن لأننا لسنا جهة ربحية والعائد لدينا هو الوعى والوجدان.
وبشأن ما إذا كان للثورة التأثير الكبير فى تغير بعض المفاهيم الثقافية كما فعلت الثورات الأخرى، أكد سعد أن هناك خطأ شائع بين الجميع بأن قصور الثقافة جاءت من ثورة يوليو, ولكن فى الحقيقة أنها أنشئت سنة 1902 وسميت ''بمدارس الشعب'' واستمرت حتى ثورة 19, ودائما الثورات تجرف معها كل الأفكار الجيدة والخاطئة, وتوقف نشاطها إلى أن جاء أحمد أمين، عميد كلية الآداب فى سنة 1945، وضم فكرة مدارس الشعب وبلورها فى ''الجامعة الشعبية '', ثم تبنى عبد الرازق باشا السنهورى باشا فكرة احمد امين, وفى سنة 1948 صدر مرسوم ملكى بانشاء الجامعة الشعبية وكانت لها فروع فى جميع المحافظات, وجاءت ثورة 52 وطالبت توظيف الثقافة لصالح التغيير ودعمت الفكرة وأنشئت جامعة ''الثقافة الحرة'', ثم جاءت وزارة ثروت عكاشة بفكرة ''قصور الثقافة'' من الاتحاد السوفيتى والثورة البلشفية ,وجاء مسمى قصور الثقافة منها عندما ـخذوا كل قصور النبلاء وأصبحت ملتقى ثقافى للفلاحين والعمال, وبعد ذلك توسعت الفكرة وانتشرت فى بعض محافظات مصر مثل أسيوط وسوهاج وبنى سويف وبنها والسويس و شبين الكوم وغيرهم, وجاءت نكسة 67 وأظهرت المشروع الناصرى بأن الثقافة ليست للشيوعيين واليسارين فقط بل لكل التيارات.
وعن رأيه فى موسم الاستقالات التى تمت فى الآونة الأخيرة فى القطاعات الثقافية وراية فى حق الوزير فى إقالة أى موظف دون وجه حق, قال سعد أنها احيانا استقالات تعبر عن موقف وجهة نظر , وكل واحد له تقديره للأمور بالنسبة للوضع الجديد, أما بخصوص الوزير فأرى أنه له الحق فى إقالة أى موظف من منصبه طالما هناك الأفضل أو يقدم ما لدية من أدلة وبراهين تثبت صحة إقالته لهذا المسئول أو الموظف, وعموما أى وزير دائما يأتى بمساعديه وهذا عرف سائد فى أى مكان فى العالم.
وعن رأيه فى المشروع المطروح بمجلس الشورى بشأن تقليل الميزانية المخصصة لقصور الثقافة، أجاب فى استغراب لا يستطيع أحد من شورى أو مجلس شعب وقف رواتب العاملين بهيئة قصور الثقافة, ويجب على وكيل لجنة الثقافة والإعلام أن يراجع نفسه ويشاهد الإنجازات التى تقدمها قصور الثقافة وإذا لم يشعر بها فهذه هى مشكلته وليست مشكلتنا.
وحول سر نجاح الأوبرا وساقية الصاوى جماهيريا، قال عبد الرحمن أن الأوبرا بها أنشطة ''هاى كلاس'' لها علاقة بالغرب والقائمين على نشاطها محترفين ونجوم كبار, أما ساقية الصاوى نشاطها محدود لو افترضنا أنها تقدم 20 نشاطا يوميا فأنا أقدم الآلاف من الأنشطة, وأتعامل مع الهواة بنسبة 99% وليس المحترفين.
وأكد رئيس الهيئة أن الإعلام المرئى لا يقوم بدوره على أكمل وجه في الدعاية لأنشطة الهيئة، وكل ما نقوم بدعوته فى حضور نشاطاتنا يتجاهلنا تماما, أما الإعلام الورقى هو أكثر فاعلية معنا واهتمام بنا , وذلك بسبب تكلفة القنوات لتصوير افتتاح أو العروض مكلفة مرهقة لنا , بالإضافة إلى القنوات المحلية تهتم فقط بالمحافظ ورئيس الوزراء والسادة المسئولين, وعلى سبيل المثال لو نظرت إلى القنوات المحلية تجدها تبث مسرحية ''ريا وسكينة'' التى قدمت منذ ثلاثين عاما, وتهمل العشرات من مسرحيات قصور الثقافة التى اعتبرها كنوز الثقافة فى الوطن العربى, وأيضا الأذان وتلاوة القرآن والإنشاد الدينى لا نسمعه إلا بأصوات المشاهير, ولم نكتشف أصواتا جديدة بالرغم من توافر أصوات واعدة لم تجد أى فرصة حقيقية الى الآن.
ووجهنا له اتهام البعض تجاه إصدارات الهيئة بأنها بدأت فى الأخونة فأجاب لا نتدخل فى الإصدارات, ويكفى أننا نقلنا فكرة التمديد والتوريث من السياسة إلى الثقافة , وقمت بتغيير كل روساء التحرير فى الهيئة, وشاركنا فى العديد من القضايا مثل تعديل الدستور وقمنا بطباعة 30 الف نسخة لكتيب يحوي كل دساتير مصر.
وعن استياء بعض العاملين من عدم صرف حوافز أو مكافاءات منذ توليه رئاسة الهيئة ''ضحك'' وقال ''من قبل أن آتى لرئاسة الهيئة وأنا موظف بداخلها وأعلم عنها الكثير من الفساد, ولكن فى ذلك الوقت لم يكن لدى أى سلطة أو قرار فكنت التزم الصمت الإجبارى, وبعد أن توليت استطعت أن أغلق '' الحنفية'' على أصحاب السبابيب , وبدأت فى تقنين المكافآت التى كانت توزع بشكل عشوائى لأشخاص لا يستحقونها, وأيضا من أجل محاربة هؤلاء، قمت بوضع خطة لشراء أدوات موسيقية, وتعاقدت مع مصلحة السجون لتصنيع الأثاث ووجدت أن هناك فرق يصل إلى ملايين الجنيهات عن الشركات الأخرى، وأنشئنا قصر ثقافة الأقصر وبهاء طاهر وهناك 12 موقع تحت الإنشاء, وللأسف الشديد لدينا مشكلة مع القوانين الموجودة التى تمهد وتساعد على الفساد , وفى ظل الظلم الواقع على الموظف فى مصر ينساق الى الفساد , وعموما الفساد فى مصر مقنن ومحمى فى منظومة.
وبشأن مشروع أطلس المأثورات الشعبية قال ''بالفعل أنشئنا إدراة كاملة للأطلس بعد 20 عاما على نشأته , وهذا المشروع الكبير يعد من أهم المشاريع الوطنية التى تحافظ على هويتنا وقوميتنا ومكانتنا بين العرب, وأيضا هناك رجال قدموا الكثير لمصر من فنهم وإبداعاتهم لابد أن نقدم لهم شيئا نفخر به أمام العالم.
سألناه عن المشاكل التى واجهت جريدة القاهرة والاستقالات التى أغضبت الكثيرين قال بعد الثورة فوجئت بإلصاق الجريدة إلى الهيئة, واكتشفت أن فاروق عبد السلام المسئول السابق عن الجريدة كان يقوم بجلب إعلانات واشتراكات للجريدة بأسلوب القهر والضغط والتهديد من قطاعات الثقافة وقطاعات أخرى, واكتشفت أيضا أن هناك رواتب تصرف إلى أشخاص لا تفيد الجريدة, فقمت بفسخ تعاقدهم لأنهم يعدوا عبئا كبيرا على الجريدة, وقمت بتخفيض عدد النسخ التى كانت تهدى إلى الهيئة من 1000 نسخة الى 300 نسخة, وخفضت أيضا عدد صفحات الجريدة, وهناك معلومة لابد ان يعلمها الجميع بأننى كتبت تعهدا إلى الهيئة بعدم حصولى على راتب منذ توليتى رئاسة مجلس إدارة الجريدة أو مقابل نظير مقالاتى , حتى أبعد أى شكوك أو محاولة للنيل منى بعد خروجى من الهيئة بعد 6 شهور.
وعن الجديد الذى تقدمه الهيئة فى مشاريعها المقبلة، قال إنه مع السنة المالية الجديدة سنقوم بتأسيس ورشة للنجارة من أجل إصلاح الأثاث فى الهيئة, وانشاء المكتبة المركزية للهيئة العامة لقصور الثقافة فى قصر ثقافة 6 اكتوبر , لجمع أرشيف كل اصدرات الهيئة منذ بدايتها من كتيبات و منشورات والسيديهات والشرائط والمخطوطات والكتب النادرة, كما نقوم بإنشاء مكتبة طنطا على ثلاث ادوار لتحويلها الى مكتبة مستقلة ولها ميزانية بمفردها, وايضا نقوم انشاء 25 مسرح مستقل فى محافظات مصر قابل للتنقل ، بالاضافة الى وحدة التجهيزات التى نقوم بتطويرها مثل ''قطر الندى والخيال ومسرحنا''.
سالناه عن المشاريع القادمة فى رمضان اجاب منذ ثلاث شهور ونحن نستعد لشهر رمضان الكريم سواء على الاحتفالية المركزية للطفل بالسيدة زينب او على الفروع فى المحافظات , واختلفنا عن الشهر الماضى فى زيادة الأنشطة ,وقمنا بعمل إدارة للمواهب , وإدارة ثقافة الطفل, وألغيت التعاقد مع المطربين الكبار المحترفين واعتمدت على المواهب الشابة وفرقة الموسيقة العربية.