كتبت - إشراق أحمد:
تصوير - مصطفى الشيمي:
هناك حيث يتوسط المسجد بمقامه، المنطقة التي أخذت اسمها منه ''السيدة زينب''، وفي الموعد ذاته من كل عام يختلف شكل الشوارع المحيطة بالمسجد بكل ما تحمله الكلمة حتى المارة؛ حيث يغلب عليها الوجوه التي تهفو من أقاليم مصر قاصدين زيارة مقام ''الطاهرة''، كما تلقب السيدة زينب حفيدة النبي محمد، لإحياء إحدى أشهر الموالد ''مولد السيدة زينب''.
ويأتي الثلاثاء الأخير من شهر رجب كل عام أو كما يسمى بـ''الليلة الكبيرة'' معلنًا عن ختام ''مولد السيدة زينب'' بعد أيام لاحت فيها الأضواء التي تأخذ شكل المسجد، ما بين حضور من الناس تهبط إلى المكان حتى يزداد عدد في تلك الليلة عن غيرها من الأيام التي تسبق بنحو أسبوع .
هو بالنسبة للقاصدين احتفال، وفرصة بل هي واجب لدى البعض لزيارة المسجد في تلك الليلة وإحياء ليلة المولد علهم ينالون ''بركة'' ذكر ''آل البيت'' داعين الله بذلك.
وعلى الرغم من اسمه ''مولد'' لكن الاحتفال ليس بذكرى مولد ''السيدة زينب'' المرجح في السنة الخامسة من الهجرة في جمادى الأول، لكن ذلك اليوم من شهر رجب، كما ذكر بعض المؤرخين، أنه وافق اليوم الذي اجتمع فيه عدد من المصريين من فقهاء وقراء القرآن بعد عام من وفاة ''السيدة زينب'' في منتصف رجب عام 62 هجريًا، وأقاموا مجلس تأبين، ومنذ ذلك الحين لم ينقطع إحياء تلك الذكرى.
وكما يرجح المؤرخون أن ''السيدة زينب'' جاءت لمصر بعد معركة ''كربلاء'' بالعراق ببضعة أشهر في أواخر رجب عام 61 هجرية؛ فيوم ''المولد'' هو يوم وسط بين مجيئها لمصر ووفاتها، ودفنها في المكان الذي شهد مسجدها، الذي أرخ البعض بنائه عام 85 هجريًا.
وما بين حب ''آل البيت'' وفرحة الاحتفال يكون هدف القاصدين ''المولد الزيني'' كما يلقبه البعض؛ ففي الأولى تتجلى ما يسمى حلقات الذكر والإنشاد التي لا تهدأ فيها الوجوه السمراء من الترنح يمينًا ويسارًا، واللسان متمتمًا بذكر الله و''آل البيت''، وتغمض العين مواكبةً لتلك الحالة الروحانية التي يجدها القاصدين.
بينما الثانية في الطبول والإنشاد والمزمار الذي ربما صاحبه الرقص بالعصا، و''الشوادر'' التي يتخذ منها ''السيرك'' مكان له داخل ''المولد''.
الأطفال هم أكثر من يحصدون فرحة أشبه بيوم العيد؛ حيث تنتشر ''المراجيح'' بشكلها التقليدي الذي ربما تجد صاحبها كتب عليها كلمات مثل '' عجباك ولا وكلاك ربنا يكفيك شر العين''، وكذلك قبعات الزينة و''الطراطير'' والبالونات، جزء لا ينفصل عن المولد الذي لا يكتمل إلا بالحلوى من ''الحمص وحب العزيز والفولية'' وغيرها، فمع كل ذلك يكتمل اليوم لتشرق شمس اليوم التالي مع استعداد الجميع للرحيل، وترك المكان آملين العودة العام القادم.