كتبت - نوريهان سيف الدين:
ربما أصبح معلمًا من معالم شارع جامعة الدول العربية، وربما يلقبه البعض بـ''بيكاسو الشارع''؛ فهو يتخذ من الشارع مرسمًا ومعرضًا لعرض لوحاته، و التي يغلب عليها سحر ''ألوان الفحم''، ودقة تصوير تفاصيل الوجه، ويتباهى بأن أعماله النحتية مصنوعة من ''التورتة والشوكولاتة''.
''هاني إبراهيم نفادي'' شاب سكندري لم يتخط عمره الـ25 عامًا، جاء من ''عروس البحر الأبيض'' ليستوطن إحدى واجهات محال شارع جامعة الدول، قال أنه درس تكنولوجيا العمارة، وبدأ في ممارسة موهبة الرسم منذ كان عمره 17 عامًا، وكانت أوليات مشاركاته في قصور الثقافة بالإسكندرية، ومسابقات ''صالون ناجي'' للشباب الأشهر في ''عروس البحر المتوسط''.
على الرصيف يعرض بعض من أعماله، بعضها محاكاة لأعمال عالمية، والبعض الآخر لنجوم السينما والرياضة، اشتركت كلها أنها ''مرسومة بالفحم'' بدقة متناهية، وقال ''هاني'': ''أنا بستغل موهبتي في حاجة تجيبلي فلوس''، موضحًا أنه حاز عدة جوائز في مسابقات الرسم، وأبرزها لديه ''مجموعة كتب وشهادة تقدير'' كجائزة المركز الثاني في مسابقة بالإسكندرية، إضافة لحصوله على ''أول الجمهورية'' في مسابقة الفن التشكيلي.
استرسل في كلامه وهو منهمك في نقل صورة فوتوغرافية صغيرة وتكبيرها بقلم الفحم لـ''تابلوه'' كبير، فقال: ''أحلى معرض هو الشارع، فيه هتحتك بالناس و تعرف رأيهم الرسيع ومدى إعجابهم بشغلك، وده ميمنعش إن عندي رغبة أشارك في معارض لكن مفيش مناخ مناسب، والمعارض هتعملي إيه يعني ؟!''، على حد قوله .
ويحكي ''هاني'' قصة قدومه من الإسكندرية فيقول: ''أول ما جيت وقفت على الكورنيش لكن المسألة كانت (شعبية) ومخدتش مجالي، وبعدها جيت شارع جامعة الدول هنا وبقالي فيه كتير''.
أما عن الزمن المستغرق لرسمه صورة فقال: ''ممكن من نص ساعة لساعة أرسم ''بورتريه فحم'' على حسب التفاصيل فيه، وألوان ''الباستيل والزيت'' بتاخد من أسبوع لـ10 أيام، وبتبدأ الأسعار من 90 جنيه وممكن توصل لألف جنيه، ممكن أرسملك عيلة كاملة في تابلوه واحد''، على حد قوله .
الرسم والتصوير ليست هي الموهبة الوحيدة لـ''بيكاسو جامعة الدول''، كما يلقبه البعض، بل يظهر للمارة المتحدثين معه مهارته في النحت وصنع التماثيل مستخدمًا ''الشيكولاتة والتورتة''، ويقول: ''أنا رسام ونحات، ودخلت مسابقات في تشكيل الشيكولاتة وعمل تورتات مجسمة على شكل عربيات أو حمامات سباحة أو عرايس، وأحيانًا برسم لوحات بألوان غذائية على التورتات، ودي بتكون أصعب وأدق من الرسم بالكمبيوتر على التورتة''.
وقبل أن يعود للتركيز مع لوحته التي يرسمها، قال ''هاني'': ''حابب أكون حر، أرسم وأعمل اللي على مزاجي، عشان كدا الشارع جنتي''، على حد قوله .