كتبت - يسرا سلامة:
ليلة عصيبة قضاها المتظاهرون الأتراك، فى اشتباكات مع قوات الشرطة في أنقرة، ولا يزال ظلها يغيم حتى، السبت، بعد أن أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين كانوا يحاولون الوصول إلى مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم.
الاشتباكات استمرت حتى اليوم، بعد أن كانت فى البداية مسيرات سلمية فى حديقة ''جيزى''، ومع بداية شرارة التظاهرات فى تركيا، لم يتوقف سيل التعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي من بعض النشطاء والمعلقين المصريين على أحداث تركيا، تعددت بين تعليقات ونصائح للمتظاهرين فى تركيا من المصريين أصحاب ''الخبرة'' من النشطاء فى الاعتصامات والاشتباكات.
''جمعة الغضب التركية'' بالأمس بدأت فى نطاق واسع فى إسطنبول، وبالتحديد فى ميدان الاستقلال بتركيا، والذي رأى بعض النشطاء أنه سيشهد كثيراً مثلما شهد ميدان التحرير بمصر، ''أمانى محجوب'' سخرت فى تعليقها :''الراجل ده جه بالصندوق .. أدوله فرصة يكمل مدته''، كما ترك الأتراك رسالة إلى الشرطة والسلطة على أرض الميدان تمامًا كما حدث فى التحرير، ومعناها :''سنعيش مثل الأشجار''.
رغبة رئيس الوزراء التركى فى تحويل ميدان ''تكسيم'' أو ''تقسيم'' من منتزه إلى مركز تجارى، كانت السبب الرئيسى فى اشتعال الاحتجاجات، ورفض الشباب المؤيدين لحزب الشعب الجمهوري المعارض لقطع الأشجار والنباتات، الأمر الذى علق عليه بعض النشطاء، بتصريح مرشد جماعة الإخوان المسلمين عقب اقتحام مقر الإخوان، وموجهين رسالة إلى أردوغان: ''وما ذنب النباتات يا أردوغان؟''.
تركيا التى يعرفها الأغلبية من المصريين من مسلسلاتها المرفهة، لم تكن كتلك التى يرونها على الشاشات؛ فأبطال الشاشات كانوا مشاركين فى الاحتجاجات التى بدأت حدتها مؤخرًا، لكن بطل المسلسل التركى الشهير ''حريم السلطان'' أو السلطان نفسه ظهر فى الاحتجاجات مرتديًا قناع ضد الغازات المسيلة للدموع.
وكأن المشهد تلون بالطابع المصرى، آلاف المتظاهرين فى تركيا تجمعوا على مضيق الباسفور التركى، فى مشهد تداوله النشطاء تذكيرًا بالتجمع الشهير للثوار فى مصر على كوبرى قصر النيل بوسط البلد، فالاشتباكات تجمعها العدد الكبير وقنابل الغاز والعنف من قوات الشرطة، فقط اختلفت فى أعلامهم وهتافاتهم.
''أبو الثوار التركى''.. صورة لرجل مسن تسحبه فتاة تركية فى ميدان ''تقسيم'' وسط قنابل الغاز المسيل للدموع، والتى نشرها النشطاء تذكيرًا بـ'' محمد عطيان'' أو المعروف إعلامياً بأبو الثوار المصرى.
''الربيع التركى'' أخذ انتقادات تتعلق أيضا بالمشهد الإعلامي، حيث انتقدت بعض التعليقات عدم نقل وكالة الأناضول التركية للاشتباكات بشكل موضوعى مثل الإعلام الرسمى فى بداية الثورة، على الرغم من سرعة نقلها الأحداث فى مصر، فقال الكاتب ''عبد الله كمال'' :'' بحثت عن أخبار مظاهرات تركيا في وكالة الأناضول، ثم تذكرت أنها متخصصة في الشئون المصرية فقط، أقصد الشئون الإخوانية''، ''تيتو'' تساءل ساخرًا :'' أومال فين الجزيرة مباشر تركيا ؟!''.
''الجيش والشعب إيد واحدة''.. هتاف ربما سنسمعه قريبًا فى تركيا، بعد أن نشر بعض النشطاء الأترك صور للجيش التركى، وهو يلقى بالكمامات ضد الغازات المسيلة للدموع من قوات الشرطة، بعد الاحتجاجات التى جاءت نتيجة حالة احتقان شديد في تركيا منذ فترة، نتيجة لكثير من أعمال السلطة التي تمارس عنفًا وتمنع كل الحقوق الديمقراطية للتعبير، أدت إلى اندلاع الاحتجاجات.
''أردوغان'' لم يصمت طويلاً كنظرائه العرب بعد سلسلة الاحتجاجات التى بدأت فى إسطنبول، وعلق في كلمه له في افتتاح منتدى الأمم المتحدة، قائلاً :''الأزمة الحالية في تركيا ''مفتعلة'' ولا مبرر لها، والمتظاهرون لا يهمهم الدفاع عن البيئة وسنواصل خطط تطوير ميدان تقسيم رغم الاحتجاجات المعارضة في تركيا تروج للأكاذيب لإشعال الموقف''
الناشطة السياسة ''نوارة نجم'' علقت وقالت :'' ثورة إيه اللي هتبقى في تركيا، انتو كل ما تشوفوا مظاهرة كبيرة شوية تفتكروها ثورة؟، تركيا وضعها مختلف خالص''، بينما سخرت ''يارا إمام'' :''على تركيا رايحين شهداء بالملايين''.
أما الناشط السياسى ''وائل عباس'' فقال: ''الناس اتفرجوا على مسلسلين تركي افتكروا إن تركيا بقت جنة !، لا تركيا مليانة مشاكل وعنصرية واستغلال وفقر واضطهاد وقواعد أمريكية الخ''.