كتب - خالد عبد القادر:
''توم تشانج''.. عالم رياضيات صيني – أمريكي، حصل على الدكتوراه في علم الرياضيات، ولم يجدًا عملًا أكاديميًا، فعمل لسنوات بعيدًا عن الأكاديمية، مرة محاسبًا، ومرة بائع في محل سندويتشات بإحدى محطات المترو، وأخرى عامل توصيل بأحد مطاعم نيويورك، إلى أن عمل محاضرًا بجامعة نيو هامبشير بإنجلترا.
في موقع rate my professors الخاص بتدوين ملاحظات طلاب الجامعات عن أساتذتهم، كتب طلاب ''زانج'' ملاحظاتهم عن أستاذهم، الذين يطلقون عليه اسمه الأوسط ''توم'': ''عالم رياضيات أسطوري، مرح وواضح وتستطيع الحصول معه أعلى الدرجات فقط لو حضرت محاضراته، معلم ممتاز بمجرد أن تعتاد على لكنته وتكتب ملاحظاته وتنجز أوراق العمل المطلوبة فالامتحان يكون سهلًا''.
حصل زانج على درجة البكالريوس في الرياضيات من جامعة بكين في الصين، ثم الماجستير عام 1985، وسافر بعدها إلى جامعة بوردو بإنديانا بالولايات المتحدة الأمريكية في منحة دراسية، ثم حصل على الدكتوراة من جامعة بوردو عام 1991.
ومنذ منتصف أبريل الماضي أصبح زانج حديث علماء الرياضيات في العالم، وموضوع المجلات والدوريات والأبحاث العلمية المختصة بالرياضيات، فقد استطاع حل أعقد مشكلة واجهت علماء الرياضيات منذ ''أقليدس'' وهي ''توزيع الأعداد الأولية''، واثبت بنظريته أن هناك عددًا لا نهائيًا من الأعداد الأولية، في نظرية أطلق عليها ''الفجوات المحدودة بين الأعداد الأولية''.
زانج حسب ما نقلت الدوريات والمواقع المختصة، أذهل علماء الرياضيات في العالم باكتشافه، ففي 17 أبريل الماضي، أرسل زانج الورقة الخاصة باكتشافه إلى ''دورية الرياضيات'' إحدى أهم دوريات علم الرياضيات، وشك صحفيو الدورية في أهمية الورقة بما أن مرسلها ''نكرة''، لم يتعرف على اسمه أحد، لكنهم بملاحظتهم للدقة الفائقة في البحث الذي أمامهم، بدأوا في إرساله للمختصين، الذين كان ردهم أن البحث مذهل، وتم إرسال البحث لأكثر من عالَم من علماء الرياضيات الذين درسوا الأمر بعناية قبل أن يعلنوا أنهم أمام عبقرية جديدة في الرياضيات.
وفي 13 مايو الجاري استضافته جامعة هارفارد، أعرق جامعات العالم، لإثبات نظريته، بحضور أهم علماء المجال، من جامعات بالإضافة لمعهد ماساتشوستس للتقنية، ونجح في ذلك، وسافر إلى أكثر من جامعة كبرى لمناقشة نظريته.
زانج الذي اعتمد في طريقة بحثه واكتشافه على الطرق التقليدية، يشير بعض المختصين إلى احتمالية أكيدة لترشيحه لجائزة نوبل، والآن تتسابق جامعات العالم الكبرى والمراكز البحثية في أسبقية الوصول إليه، وتدور النقاشات في قاعات علم الرياضيات حول نظرية زانج، العالِم ''بائع السندوتشات.. عامل الدليفري''.