كتب - مصطفى عيد:
أكد الدكتور وسيم السيسي، المتخصص في علم المصريات، أن مصر علمت العالم الحضارة والقانون والطب وحتى الدين.
وأضاف "السيسي" في محاضرة أمام مجلس الأعمال المصري الأوروبي برئاسة محمد أبو العينين، أمس الأربعاء، أن المتعمق في العقيدة عند الفراعنة يجد أنها لا تختلف مع العقائد السماوية، مشيراً إلى أن إدريس نبي الله كان مصرياً، ولقمان والخضر، مضيفًا أن كلمة دين أصلها مصري تعني الشعيرة الخماسية، وأن الفراعنة عرفوا التوحيد والوضوء والسجود للأذقان والصيام ثلاثين يومًا من الفجر حتى الغروب، بل وإن كلمة الحج نفسها كلمة مصرية تعني الاتجاه إلى الحجاز.
وأوضح أن المصري القديم بنى هرم ميدوم على شكل مكعبات ليماثل الكعبة، وكانوا يطوفون حوله، لافتاً إلى أنه لا يليق بأن توصف الحضارة المصرية بأنها حضارة وثنية وكافرة، وأنه يجب هدم تماثيلها وآثارها.
وأكد "السيسي" على أن الفراعنة هم أول من عرفوا مبادئ سيادة القانون وأن الجميع أمام القانون سواء، ثم أخذها عنهم اليونانيون والرومانيون، ثم الحضارة الأوروبية الحديثة.
وأضاف أنه لا يمكن أن تستمر حضارة لمدة 5 آلاف سنة إلا إذا كانت قائمة على العدل والقانون، وكشف عن أن خطاب الفرعون لأي رئيس وزراء جديد كان يتضمن مطالبته بالاعتماد على أهل الخبرة والكفاءة، وليس أهل الثقة والقرابة.
وكشف عالم المصريات أن مصر بها 108 هرماً لم يتم العثور في أحدها على مومياء واحدة، مما يؤكد أن الحضارة المصرية لم تكن حضارة موت، بل كانت حضارة حياة وأن الأهرامات كانت تستخدم مراصد لتوليد الطاقة، مشيراً إلى أن الفراعنة هم أول من اكتشفوا السنة الشمسية وحددوا عدد أيامها بـ 365 يوم و6 ساعات، وذلك في عام 4241 قبل الميلاد.
وأوضح أن الهرم الأكبر كان مغطى بطبقة عرضها 30 سم كانت تحتوي على نقوش تشمل كافة الأسرار العلمية للفراعنة، إلا أن وزير صلاح الدين الأيوبي (قراقوش) قام بنزع هذا الغطاء لبناء سور حول القاهرة مما أفقدنا تراث هذه الحضارة.
ومن جانبه أكد محمد أبو العينين، رئيس المجلس، أن العالم يقدر كثيراً الحضارة المصرية القديمة، وأن الكثير من الفنادق في أمريكا تُبنى على صورة الأهرامات، كما تقوم الصين بصنع نماذج للآثار المصرية وتقوم ببيعها للعالم دون أن تحصل مصر على حقوقها بصفتها صاحبة الملكية الفكرية لهذه الآثار.
وشدد على أهمية أن يتضمن القانون المصري حماية حقوق الملكية الفكرية للآثار المصرية بما سيوفر لمصر مليارات من عائد ما يصنع من نسخ للآثار المصرية فى العالم، منوهاً إلى أن تاريخ مصر ثروة كبيرة يتعين الاستفادة منها خاصة وأن العالم يقدر ويعرف قيمة الحضارة المصرية.