كتبت - نوريهان سيف الدين:
من بين 24 نقابة مهنية في مصر، إلا أنها هي النقابة الأكثر انقساما في تاريخ العمل النقابي والمهني المصري، فعلى الرغم من كونها من أقدم النقابات الفنية، إلا أنك ستجد دائما ''نغمة نشاز'' ضمن''المقطوعة الموسيقية''، ولا يتغلب عليها إلا ''مايسترو'' ماهر قادر على ''ضبط الإيقاع'' و احتواء الأزمات.
نقابة المهن الموسيقية، والتي أعلنت فوز المطرب ''مصطفى كامل'' أمس بمقعد ''الأمين''، بعد تغلبه على المطرب والأمين السابق للنقابة ''إيمان البحر درويش''، و الموسيقار''منير الوسيمي – النقيب السابق''.
النقابة المولودة على يد كوكب الشرق''أم كلثوم'' في أربعينات القرن الماضي (11 نوفمبر 1942)، جائت لتحتوي تحت مظلتها جميع الموسيقيين، و تنظم عملهم و تبحث مشاكلهم بعيدا عن ''مشاوير و تعب'' الجمعيات الأهلية و وزارة الشئون الإجتماعية، و بالفعل كان أول مجلس للنقابة مؤلفا من ''تخت الست أم كلثوم'' و ضم: ''فتحية أحمد و حياة محمد، السنباطي و القصبجي، صالح عبد الحي و فريد الأطرش و عزيز عثمان، عازف الكمان أحمد الحفناوي و عازف القانون محمد عبده صالح، و أعضاء فرقتها الموسيقية المصريين'' لتكون نقابة مصرية 100%.
المشكلة الأولى جاءت مع ميلاد النقابة، و شهدت مواجهة طاحنة بين ''الست و الأستاذ''، فقطب الغناء الثاني''الموسيقار محمد عبد الوهاب'' و أنصاره لم يرضيهم أن تكون النقيبة الأولى''واحده ست''، و لجأوا إلى ''صندوق الإنتخابات'' لحسم الأزمة، و لم يفلح تدخل الصحفي ''مصطفى أمين'' لحل الأزمة و اقتراح أن تكون''ثومة'' نقيبا شرفيا للنقابة و أن يكون ''عبد الوهاب'' النقيب الفعلي، ولا اقتراحه الثاني بتولي ''أم كلثوم'' أمانة الصندوق، بينما يتولى عبد الوهاب سكرتارية النقابة.
اجريت الانتخابات و فازت ''أم كلثوم''، و استمرت في مقعدها ''سبع دورات متتالية''، و كانت النقابة تتبع وزارة الشئون الإجتماعية و لم تكن مستقلة، وهي الثغرة التي دخل بها''عبد الوهاب'' مرة أخرى عام 1955، للمطالبة بإستقلال النقابة و''محاربة الست ثومة''، و نجح وقتها أن يصبح ''نقيب الموسيقيين'' لكنه استقال بعد سنة واحدة فقط، بعد أن سيطرت ''ثورة يوليو'' على مفاصل البلاد، و عينت ''رجال الثورة و القادة العسكريين'' في الإذاعة و النقابات، و يتولى نقابة الموسيقيين الملحن ''عبد الحميد عبد الرحمن – أحد الضباط الأحرار بالحرس الملكي سابقا''.
في 1958، أصدر الرئيس ''جمال عبد الناصر'' قرارا بحل جميع النقابات و غعادة تشكيلها من جديد، إلا ان نقابة الموسيقيين لم تعد ضمن النقاباتن و ظلت مجمدة عشرين عاما، و لم تعود إلا على يد رئيس مجلس النواب ''سيد مرعي'' عام 1978، و عادت النقابة و كان النقيب''الموسيقار أحمد فؤاد حسن'' ثم تولى بعده ''صلاح عرام''، ثم ''حلمي أمين'' لمدة ثلاثة دورات متتالية.
ثم جاء الملحن ''حسن أبو السعود'' عام2004 على مقعد نقيب الموسيقيين، و هي الفترة التي شهدت فيها النقابة تطورا على الرغم من ''فترات متوترة'' سادتها، و عمل على رفع معاشات النقابة و تحسين آداء النقابة من خلال مصادر دخل جديدة غير ''الاشتراكات'' مثل ''تحصيل إيرادات النقابة من الحفلات الكبرى''.
يرحل ''أبو السعود'' في 2007، و يأتي الموسيقار ''منير الوسيمي'' ثم ''إيمان البحر درويش'' و في فترة توليه النقابة شهدت مؤخرا نزاعات و مطالب بإجراء إنتخابات اختيار النقيب، و يسمع دوي طلقات الرصاص لأول مرة داخل مبنى النقابة بعمارة اللواء بشارع شريف، و يتهم''البحر'' بإطلاق الرصاص على المرشح المتوقع ''مصطفى كامل''.
تسحب الثقة من ''إيمان البحر درويش''، و يتولى الدكتور ''رضا رجب'' مؤقتا شئون النقابة، و تجرى الإنتخابات بمسرح الفن (جلال الشرقاوي)، و يعلن فوز ''مصطفى كامل'' بـ917 صوتا و بفارق 551صوتا عن ''منير الوسيمي''، و يعد ''كامل'' بتحسين آداء النقابة و و إنشاء فضائية موسيقية و نادي اجتماعي، و عودة حفلات ليالي التليفزيون من جديد.