كتبت - سما هاني وإشراق أحمد:
لم يتوقف محرك ماكيناتهم رغم إعلان التاريخ وساعاته أنه اليوم المخصص لهم، تدعيماً لجهودهم وتذكيراً بمطالبهم واعتباره ''عيد''؛ وما بين سعادة البعض باعتبار الأول من مايو ''أجازة رسمية''، وانتظار آخرين لهذا اليوم للخروج في مسيرات المطالبة بحقوق العمال، جاء اليوم عادياً كغيره من الأيام لدى أهالي '' كفر هلال''.
تلك القرية الصغيرة التابعة لمركز بركة السبع بمحافظة المنوفية، والتي يعمل أهلها بصناعة الغزل والنسيج منذ سنوات طويلة، حيث لم يكن يخلو منزل من النول اليدوي الذي تحول إلى 300 مصنع ما بين صغيرة وكبيرة، تضم 5 آلاف ماكينة يعمل عليها أبناء القرية .
وداخل القرية لم تبدو مظاهر الأجازة الرسمية الخاصة بعيد العمال، فقرية العمال انطلقت إلى عملها منذ ساعات الصباح الأولى، وما كان ذلك على حد تأكيد عمال القرية إلا لكونهم غير تابعين للحكومة لذلك لا احتفال بعيد العمال، ولكن الانتظام في العمل من أجل زيادة إنتاجية المصانع من خلال ورديات العمل.
''أبو حجازي'' أحد المصانع الكبيرة بقرية '' كفر هلال'' التي انتظمت في عملها يوم '' عيد العمال''، وما توصف بذلك إلا لأنها تضم جميع مراحل إنتاج النسيج كما قال ''عامر حجازي''.
وأوضح'' حجازي'' أن بداية الصناعة بالقرية كانت عام 1979 بالعمل والإنتاج اليدوي على النول داخل كل منزل، وبعد ذلك تم استيراد مكن مكوك إنجليزي من ايطاليا مشيراً أن ''كفر هلال'' القرية الوحيدة التي لا يوجد بها نسبة بطالة، فهناك نحو 5 آلاف من أبناء القرية يعملون بمصانعها إلى جانب العمالة من خارج المحافظة من محافظة الغربية، ويتم تشغيل المصانع نحو 16 ساعة على وردتين.
وعلى الرغم من ذلك لا تخل قرية '' كفر هلال'' من المشاكل التي تواجه عمالها، وقال ''حجازي'' إن أكبر مشكلة تواجه صناعة الغزل بالقرية هي انقطاع التيار الكهربائي، حيث يتم إمداد القرية بخط هواء ضغط عالي من المنطقة الصناعية بقويسنا منذ عام 1983 بعد زيارة الرئيس السابق حسنى مبارك للقرية، وإعطاء أمر مباشر بإنشاء الخط الذي لم يجدد حتى الآن، مشيراً أنه يحدث كثيراً الانقطاع الكهربائي لأن '' الكابل هوائي وأي رياح شديدة أو أي عوامل جوية تؤثر عليه''.
وطالب '' حاجزي'' بتحويل خط الكهرباء الهوائي إلى أرضي مثلما حدث مع جانب من القرية بعد تقسيمها لوقوعها بين مركزي قويسنا وبركة السبع، فتم إمداد جانب بخط كهرباء أرضى من محطة كهرباء بركة السبع، وتم تشغيله منذ 3 شهور بينما ظل الجانب الآخر بخط هوائي.
الضرائب على المبيعات والزيادة السنوية مشكلة أخرى تواجه عمال ''كفر هلال''، على حد قول ''حجازي''، فهناك ضريبة شهرية نحو 300 جنيه على الماكينة الواحدة، وداخل مصنعه على سبيل المثال يوجد نحو 4 ماكينات، مؤكداً أن تسويق منتجاتهم يكون محلياً ولا يوجد تصدير للخارج.
وأضاف ''حجازي'' أن المهنة لها روادها على الرغم من إغراق الأسواق بالمنتجات الصينية ولكن ارتفاع الأسعار، وانخفاض التسويق من أهم المشاكل التي تقابلهم علاوة علي فرض ضرائب جزافية علي أصحاب المصانع دون النزول إلي أرض الواقع، والتعرف علي مشكلات التسويق وانخفاض أسعار الأقمشة.
وتابع ''حجازي'' أنه توجد مشكلة أخري تعاني منها القرية وهي عدم توصيل الصرف الصحي والصناعي في الوقت الذي تعوم فيه القرية علي بحر من المياه الجوفية، فتختلط مياه الصرف الصحي بالصرف الصناعي بالمياه الجوفية.
وكما أن العمل مستمر '' بكفر هلال'' فالمشاكل كذلك؛ حيث قال ''حجازي'' أنه بالإضافة إلى ذلك هناك محاولات مستمرة من جانب المسئولين بالمحافظة لتهجير العمال ونقل المصانع إلى منطقة مبارك الصناعية بمركز قويسنا ولذلك تم وقف الترخيص بالقرية على الرغم من كونها تعد منطقة صناعية.