كتبت - نوريهان سيف الدين:
لم ير ''حسام'' الطفل ذو العشر سنوات سبباً مقنعاً لأن يذهب لحصة الدرس الخصوصي صبيحة يوم إجازته، وسمعه ركاب ''المترو'' القليلين يقول ''ما البلد مديانا أجازة''، ليبدأ الركاب قليلي العدد في الأخذ والرد معه عن ذكرى اليوم، وكيف تحول إلى ''أجازة وروقان مواصلات''.
''تعليقات قليلة رصدها الشارع من داخل إحدى عربات مترو الأنفاق صباح يوم الخامس و العشرين من شهر أبريل، والموافق لذكرى تحرير أرض سيناء، و استرجاعها كاملة للسيادة المصرية.
''الحاجة سيدة'' القادمة من إحدى عزب أبو زعبل باتجاه الملك الصالح، قالت أنها ''تسترزق'' على بيع ''الفطير المشلتت'' في السوق هناك، وأردفت قائلة أن ''الرزق مالوش أجازات واحنا اللي بنسعى ليه''.
المترو تحول إلى ما يشبه ''تويتر''، وكان الصغير حسام ذو العشر سنوات هو صاحب ''الهاشتاج الأبرز #25 أبريل''، وتجاوب معه الركاب و''يغردوا'' عن هذا اليوم.
راكب خمسيني، علق هو الأخر بدوره على ملحوظة ''حسام''، فقال: الواحد مبقاش يحس بطعم الأجازة، الأول كانت الناس بتقعد في بيوتها و المواصلات تروق، دلوقتي الناس بتستنى الأجازات عشان تقضي مصالحها والزحمة هي هي'' .
أما الفتيات ''عبير وآية'' الذاهبات لمراجعة دروس الثانوية العامة في دار السلام، فقلن أن ''المستر'' اقترح أن يكثف لهم المراجعة في يوم الأجازة، ويستغل بداية اليوم من أوله طالما أنهم ''أجازة كدا كدا'' .
في حين اعترض رجل آخر أربعيني، وقال: ''كل بلاد العالم معندهاش ''كومة الأجازات'' دي كلها، إلا مصر.. احنا بناخد أجازة عشان نحتفل بالأجازة''، ومن خلال تعقيبات متتالية أوضح كلامه فقال: ''يعني من 40 سنة كانت الشباب وقتها في الجيش شايلة روحها على كفها ويا عالم ترجع تاني ولا لأ، واحنا دلوقتي بنرد لهم الجميل بـ''قعدة البيوت'' بدل ما ننزل ونشتغل ونشوف حال البلد الواقع دا''.
الحديث داخل عربة المترو عن ''سيناء واسترجاع الأرض'' لم يخبت على مدى أكثر من ثلاث محطات متتالية، ولم يغفل أحد الحضور ''أنه يعمل مينشن'' يذكر فيه دور ''السادات ومبارك ومرسي''، فقال سريعا: ''السادات عرف إزاي يعلم على الإسرائيليين وياخدها من حبابي عنيهم، وجالنا مبارك إدهالهم يبرطعوا فيها وكأنها بلدهم واحنا الخواجات عندهم، لحد ما جه مرسي ومحدش شاف حاجة بعدها''.