كتبت - نوريهان سيف الدين:
ربما لا يعلم الكثير أن يوم الخامس والعشرين من شهر أبريل كما ذكرى "تحرير سيناء"، هو أيضا الموافق لذكرى "التصديق على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية"، وهو مالا يغفله مثقفي اليسار، والمعارضين عموما لتوقيع تلك المعاهدة والاتفاقية أيضاً، ويتحول الأمر لأن يصبح هذا اليوم "25 أبريل" منقسماً بين "فرحة الجيش والشعب" باسترداد الأرض وبسط السيطرة المصرية عليها بعد الحرب والسلام، وبين "حزن معارضة" لانتكاسة في العلاقات، ومهادنة و تطبيع في السياسات.
الحدث الأول.. 25 أبريل 1979 (ذكرى التصديق على وثائق معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية)
معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، بموجبها توقفت الحرب الدائرة بين البلدين منذ 1948، وانسحاب القوات الإسرائيلية من سيناء، واعترفت كلتا البلدين بالأخرى، وأيضاً شملت مستوى التمثيل الدبلوماسي، وفي 26 مارس 1979، وقع الرئيس الراحل ''السادات'' ورئيس الوزراء الراحل ''مناحيم بيجين'' شروط المعاهدة في العاصمة الأمريكية واشنطن، وتحت رعاية وإشراف الرئيس الأمريكي ''كارتر''، وبعد (30 يوما)، صدق الطرفين على الوثائق المتضمنة لأشكال التعاون بين البلدين.
بعض بنود وثائق معاهدة السلام ظلت سراً وفقا لخصائص سرية بعض الوثائق، خاصة تلك الوثائق المتعلقة بالحروب والصراعات، لكن في ذكرى توقيع المعاهدة في نهاية مارس الماضي، تحول هذا السر إلى "تدوينة" على شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، نشرتها الصفحة الرسمية للسفارة الإسرائيلية بالقاهرة.
وكتبت السفارة الإسرائيلية: "تم كسر الحلقة المفرغة من رفض الدول العربية لنداءات السلام الإسرائيلية؛ حين قام رئيس مصر الراحل أنور السادات بزيارة القدس (نوفمبر1977)، واعقبت هذه الزيارة مفاوضات بين مصر وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة، وشملت اتفاقيات كامب ديفيد (سبتمبر 1978) إطاراً لإحلال سلام شامل في الشرق الأوسط، وتضمنت مشروعاً مفصلاً لحكم ذاتي للفلسطينيين، وفي تدوينة منفصلة، نشرت الصفحة ''ديباجة و بنود المعاهدة'' لأول مرة على صفحات ''فيس بوك'' بعد سنوات من الحجب لعدد من البنود".
الحدث الثاني.. 22 أبريل 1982 (استرجاع "شرم الشيخ" في إطار اتفاقية السلام)
وهي الذكرى السابقة لتحرير الأرض كاملة بـ3 أيام فقط"، وفيها استعادت مصر مدينة "شرم الشيخ" الهامة الواقعة بالجنوب بالقرب من مفترق خليجي السويس والعقبة، والتي سيطر عليها الجيش الإسرائيلي طيلة فترة بقاءه بشبه جزيرة سيناء، وتحولت لـ"مدينة إسرائيلية حصينة" ذات نقاط عسكرية هامة، و أيضا "فنادق ومنتجعات" أنشأها الإسرائيليون خلال فترة احتلالهم لها، ما لبثوا أن "خربوها" قبل انسحابهم منها، ولم يتبقى سوى "فندق إسرائيلي" اشترته الحكومة المصرية من المالك الأصلي هناك.
الحدث الثالث.. 25 أبريل 1982 "تحرير سيناء"
وهو الموافق لذكرى انسحاب آخر جندي إسرائيلي من أرض الفيروز، ورجوعها كاملة للسيادة المصرية وفقا للإتفاقية الموقعة بين الطرفين (المصري - الإسرائيلي)، لكن تبقى "شريط طابا الحدودي" المتنازع عليه، وهو ما حسمته الدبلوماسية المصرية من خلال التحكيم الدولي، واللجوء لمستندات وخرائط ترجع لعصر الدولة العثمانية، أثبت فيه الجانب المصري أحقيته بالشريط الحدودي ومدينة طابا، وهو ما تحقق في 1989، برفع العلم المصري على "طابا المصرية" بحضور الرئيس السابق "مبارك".
الحدث الرابع.. 19 مارس 1989 "عودة "طابا" للسيادة المصرية"
بالرغم من حرب كبيرة شنها الجيش المصري في جبهة قتال قناة السويس لإستعادة شبه جزيرة سيناء، وبالرغم من اتفاقية "كامب ديفيد" لتطبيع العلاقات و"معاهدة السلام" للاعتراف المتبادل بين البلدين وإنهاء حالة الحرب، إلا أن "طابا الحدودية" استمرت محل نزاع قائم بين السيادة المصرية و الانتزاع الإسرائيلي، وهو ما دفع الجانب المصري للجوء للتحكيم الدولي، والاستعانة بوثائق مر عليها أكثر من قرن، وخرائط للقطر المصري تعود لعصر الدولة العثمانية وخضوع مصر لولايتها، أظهرت فيها وقوع "طابا" للحكم المصري، وهو ما أقر به التحكيم الدولي، وبأحقية مصر فيها.