كتبت - نوريهان سيف الدين:
قديما، كانت الاحتفالات الرسمية تكتمل بظهور الرئيس على شاشات التليفزيون الرسمي للدولة، يلقي بخطابه الطويل المنمق على الشعب، يهنئهم فيه و يذكرهم بدورهم الوطني، ويحثهم على العمل "من أجل المضي قدما على طريق الإصلاح والتنمية".
لكن اليوم الأمر تغير كثيرا.. إيقاع سريع ومتلاحق، وسائل إعلام رسمي ومستقل تضفي طابع السخونة واختلاف الرأي، وتتيح للمعارضة التعبير عن رأيه، "إعلام بديل" أتاح لكافة الأطياف من الشعب إطلاق رأيه بحرية بعد أن كان الحديث في السياسة والمعارضة يتم همساً وقاصراً على "كلام القهاوي"، وأصبح "فيس بوك" و"تويتر" بديلاً عن الخطابات التليفزيونية والإذاعية الطويلة الرتيبة والمملة أيضاً.
كل ما استغرقه الأمر هو "بضعة ثواني" هى الكافية لفتح حساب "تويتر" و"هاشتاج #25 أبريل"، ثم الشروع في كتابة ما يعبر عن وجهة نظر "صاحب الحساب" في هذا اليوم وماذا يمثل لديه من أهمية.
على حساب الدكتور "محمد مرسي" - رئيس الجمهورية - كتب في تغريدة، أمس الأربعاء، احتفالاً بذكرى تحرير سيناء قال فيها: "تحية إلى أرواح شهدائنا الأطهار الذين قدموا أعز ما يملكون لاسترداد سيناء الغالية ليكونوا خير قدوة في حب مصر والدفاع عن أرضها''.
العسكرية المصرية لها أيضاً نصيبا من "تغريدات تويتر"، وكتب الفريق عبد الفتاح السيسي - وزير الدفاع - يغرد قائلاً:" سيناء ستظل رمزًاً لعظمة مصر وجيشها الذي لم يقبل بديلاً عن تحرير الأرض وهذا الجزء الغالي من الوطن على أعتاب مستقبل مشرق وتنمية شاملة"، في حين كتب المتحدث العسكري للجيش: ''عيد تحرير سيناء هو عيد الأمس واليوم والغد، بالأمس حققته طلائع الشعب المصري وأبناؤه الأوفياء رجال القوات المسلحة، بالإيمان والعزم والإقدام وأغلى التضحيات''.
الصحفي المعارض وعضو جبهة الإنقاذ، والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية "حمدين صباحي"، بادر بوضع بصمته من خلال "تغريدة" للاحتفال بهذا اليوم وقال: "تحرير سيناء يكتمل بسواعد أبنائها لتكون قادرة على حماية نفسها، والاحتفال الحقيقي يوم القصاص للشهداء وفي القلب منهم جنود رفح".
وعلى نفس الدرب، سار زميله في الجبهة، ومنافسه في الترشح للانتخابات الرئاسية السابقة، الدبلوماسي "عمرو موسى" وكتب: ''التحية إلى مصر كلها خاصًا بالذكر أهل سيناء، بمناسبة عيد تحرير سيناء، الذي يأتي في ظروف دقيقة تمر بها البلاد وتهدد وحدتها وسيادتها ورخاءها''.
"رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه".. بهذا الاقتباس القرآني وصف مفتي الجمهورية جنود مصر المشاركين في حرب أكتوبر، ومن ثم "تحرير سيناء#"، وهو ما جاء على حسابه على "تويتر"؛ حيث كتب: "تحرير سيناء جاء بعد نصر مجيد حققته القوات المسلحة في أكتوبر 1973 وبتضحيات وبطولات جيل أكتوبر من رجالها الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه''.
إلا أن الإثارة كلها جاءت من "تغريدات رموز المعارضة"؛ فعلى حساب السياسي والناشط "ممدوح حمزة" غرد قائلاً: "بمناسبة عيد تحرير سيناء أدعو الله أن يحرر قصر الاتحادية ومكتب النائب العام والداخلية والشورى"، وأردفت الكاتبة "فاطمة الناعوت" بتغريدة منفصلة جاء فيها: ''كيف يحتفل مرسي وجماعته بعيد تحرير سيناء وقد أهدروا جهد المصريين في استعادتها''.
"نوارة نجم" هي الأخرى كان لها نصيباً من التغريدات ذات نكهة التهنئة والهجوم؛ فكتبت: ''مرسي لم يشارك في تحرير سيناء والآن يضع أكليل الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول''، أما "سميرة موسى" صاحبة قضية "كشوف العذرية" الشهرية فقالت: ''بمناسبة ذكري تحرير سيناء هي سيناء متحررة فعلاً ولا نص نص''.