كتبت - نوريهان سيف الدين:
''وصباح الخير يا سينا.. رسيتي فـ مراسينا''.. لعلها كانت ''زغرودة'' فرح أطلقها فناني مصر بصوت ''العندليب'' مع قدوم بشائر حرب السادس من أكتوبر 1973، إلا أنها تمس القلب أكثر لدى المصريين مع صبيحة الخامس و العشرين من أبريل من كل عام، مع ''عيد تحرير سيناء''.
أغنية ''العندليب'' وثيقة الصلة أكثر بمعاني استرداد الأرض كاملة، ورفع العلم المصري عليها، رغم أن غالبية أرض سيناء كانت قد وقعت تحت سيطرة الجيش المصري منذ الأيام الأولى لحرب رمضان، إلا أن ثمة نقاط استراتيجية وعلامات حدودية ظلت محل نزاع بين القوات المصرية والإسرائيلية، إلى أن عادت كاملة عام 1982.
''سينا رجعت كاملة لينا ومصر اليوم فـ عيد''.. الأغنية الثانية المحببة للمصريين، كلمات مرسي جميل عزيز وألحان بليغ حمدي، وبصوت جميل من ''الدلوعة شادية''، ولعلها هي الأخرى أبرز ما يتذكره المستمع المصري والعربي لشادية بفستانها الأبيض ووشاحها الأخضر ووجهها الصبوح المشرق المزدان بوردات شبيهة اللون بعلم مصر.
أغاني سيناء ظلت أنشودة يرددها فناني مصر، إلا أن بعض الأغاني هي الأكثر ترديدا، لعل الثالثة هي أغنية ''المجموعة'' حديثة الإنتاج نسبيا، فعلى ''كوبري'' استخدمه أبطال الجيش الثالث الميداني، وعلى معبر قناة السويس المائي، وقف ''الكابو حميد الشاعري''، وإيهاب توفيق وأعضاء وأما و زيزي وثومة، شباب الأغنية المصرية الحديثة، يغنون ''مهد للديانات أنبيا ورسالات، لو كنوز الدنيا ما تسوى شبر واحد فيها''.
مصر دائماً مادة خصبة للغناء والعشق لدى المصري، سواء كان جندي على الجبهة يكتسب من نداء ''الله أكبر'' حماسة وأنشودة، أو فلاح في حقله يغني لـ ''مصر يامّا يا بهية''، ويتخيلها محبوبته الدائمة الخالدة، أو عامل في مصنعه يراها ''مصر السفينة.. اللي ع الدفعة صنايعي واللي ع المجداف زناتي''، أو جندي على الجبهة، يتغني في ''سيناء'' ويدفع دمه مهراً لاستردادها.