كتبت - إشراق أحمد:
قبل الخروج من شارع ''أمير الجيوش'' والسير بشارع ''المعز لدين الله'' المليء بمختلف أنواع المحال؛ غلب عليها طابع المكان من بيع أشياء تتعلق بالتراث ومحال عطارة وأقمشة وحقائب وتحف وغيرها؛ بين كل ذلك وحركة السير مستمرة جلسا جوار بعضهم على أعتاب محل صغير امتلأ بأسطوانات غاز وعُلق على بابه ''سيوف'' يظهر جرابها الحديدي المنقوش.
أمسك ''عوف'' شعلة اللحام قربها من قطعة حديد تأخذ شكل خنجر لكن غير مكتمل وضعها على منضدة حديدية، فوقه كان معلق عدد من السيوف والخناجر بل والعصي التي يمكن أن تراه معلقة على حائط أحد المهتمين بالديكور العربي التراث.
جواره كان شقيقه ''مجدي'' يتبادلان الحديث دون توقف ''عوف'' عن العمل؛ فكلاهما ورثا المهنة عن أبيهم كحال الكثير من أصحاب محال شارع المعز، ولم يكن أصل تلك المهنة سوى عامل لحام.
أكثر من 40 عاماً هي عمر تلك الورشة، والتي أضاف لها الأخوين ورشة أخرى فهم '' احنا هنا الأساس بنشتغل ونصنع ونودي للمحلات''.. قالها ''مجدي''، مؤكداً أنهم الوحيدين بالمنطقة الذين يقومون بهذه الحرفة .
وبالورشة الصغيرة غير المرتبة الأرجاء والتي لا تتعدى عدة أمتار، تجد مختلف أحجام السيوف معلقة ''في كبير ووسط وصغير ومضفر وفي الهندي''، وهذه هي أنواع السيوف التي يصنعها ''عوف'' ومجدي'' اللذان لم يحاولا تغيير مهنتهما التي تعتمد على السائحين بشكل كبير وقليل من المصريين والعرب الفضلين.
وعلى الرغم من أن '' كل حاجة الأول كانت أحسن من دلوقتي، السياح دلوقتي مش كتير'' - على حد قول ''مجدي'' - إلا أن الحال بالنسبة للأخوين ''ماشي'' ومستمرين في صناعة السيوف والخناجر والعصي فلا ينطفئ لهما لهب شعلة يشكل أحد خناجر الزينة.