كتب محمد الصفتي:
على غير المعتاد من حرمان أمهات وآباء مصريين من رؤية أطفالهما بعد اختطافهم من قبل الوالد او الوالدة الأمريكية وفي خبر مفاجيء للكثيرين نشر الموقع الإلكتروني للسي إن إن لقاءاً مع مايكل شانون الأمريكي الذي يسعى منذ 12 عاماً لاستعادة أبنيه الّذين (اختطفتهما) أمهما المصرية على حد قوله عند زيارتهما لها في نيويورك عام 2001 حيث سافرت بهما إلى مصر ومنذ ذلك الحين ولم يستطع شانون استعادة ابنيه جاسون وآدم رغم حصوله على احكام من محاكم امريكية بعودة الطفلين إلى حضانته واستعادتهما من مصر.
يقول شانون أنّه فوجيء بمدى ضعف تعامل الإدارة والخارجية الأمريكية في تلك الحالات حيث لم تستطع الخارجية مساعدته في عودة الطفلين الّذين يعيشان في مصر بصحبة والدتهما التي تدعى نرمين خليفة ويقول أنّ الجميع سخر منه عندما حمل الأحكام الأمريكية لمصر ويفسّر محاميه ستيفن كالن الأمر بأنّ مصر لم توقّع على اتفاقية لاهاي للاختطاف الدولي للأطفال.
وتذكر الشبكة في الخبر أنّ حالة شانون ليست الوحيدة وفقاً للسفيرة سوزان جاكوبس مختصّة شؤون الأطفال بالخارجية الأمريكية التي تقول أنّ هناك نحو 22 حالة مشابهة غير مالم يتمّ إبلاغهم به ونصف تلك الحالات تعدّى عمر الأطفال فيها 12 عاماً.
ويروي شانون تفاصيل الواقعة فيقول أنّه كان يملك الحضانة الكاملة للطفلين عند وقوع الانفصال وكانت الأم لا تملك سوى حق الرؤية بحضور طرف ثالث هو والد شانون ذاته. غير أنّ أمّ طليقته حضرت من مصر ذات يوم في عام 2001 وطلبت منه أن يترك لهما الطفلين للقيام برحلة في نيويورك لمدة 4 أيام وأعطته كلمتها أنّهم سيعودان سالمين ولم يشكّ هو في الأمر لأنّه كان يحتفظ بجوازات سفرهما.
ويقول شانون أنّ الفخّ كان في أنّ القانون الأمريكي يسمح لأحد الوالدين باستخراج بدل فاقد لجوازات الأبناء بمفرده وهو مافعلته نرمين خليفة حينها بمساعدة أمّها. ويضيف شانون أنّه استعان بمحام مصري لينقل قضية الحضانة للمحاكم المصرية منذ عام 2002 ولم يتمّ شيء حتى الآن كما انّ طلبات السفارة الأمريكية من الأسرة المصرية بالحصول على صور للأطفال أو بالسماح للأب بزيارة الأبناء قوبلت جميعها بالرفض.
ويتهم شانون الإدارة الأمريكية بالتقاعس عن الضغط على مصر لاستعادة أبنائه بحجة أنّ جدّهم كان رجل أعمال بارز في عهد مبارك وكان عضواً في مجالس رجال أعمال في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة تسعى لنيل رضا مبارك للمساعدة في حربها على الإرهاب عقب هجمات سبتمبر 2001 ولكن الخارجية الأمريكية نفت ذلك للسي إن إن.
فيقول المتحدث الرسمي للشؤون القنصلية بالخارجية كينيث شافيز أنّ اكبر همّ للخارجية هو تقديم أقصى عون ممكن للمواطنين الأمريكيين خارج البلاد وهو مافعلوه في تلك القضية العسيرة.
وعلى الجانب الآخر وافقت نرمين خليفة على إجراء محادثة تليفونية مع سي إن إن من مصر فتقول نرمين أنّها اضطرت لحماية نفسها وأطفالها من أبيهم المدمن للكحوليات المتسلّط الكاذب وليس كما يدّعي عليها أنّها كانت مدمنة للكحوليات وتقول أنّ النظام القضائي الأمريكي متحيّز ضدّ العرب المسلمين وتقول نرمين أنّ المحكمة الأمريكية قررت ضبطها وإحضارها ومنحت حق الضمّ للأب فقط صبيحة يوم هجمات سبتمبر الإرهابية وهو ما يؤكد التحيز ضدها لأنها عربية مسلمة حتى بدون أن يراها القاضي او يستمع إليها.
وخلافاً لما يقوله شانون لا تمانع نرمين خليفة في حوارها مع السي إن إن من أن يحضر شانون لمصر ويزور أبناءهما ولكنها تتهمه بأنّه لم يرسل حتى بطاقة معايدة في عيد ميلاد أيّهما طوال السنوات السابقة.
وفي مغامرة صحفية قامت السي إن إن بتصوير الطفلين أثناء ركوبهما سيارة المدرسة صباحاً ثم عرضت الفيديو على الأب الذي تأثّر لؤيتهما للمرة الأولى في 11 عاماً ولكن خليفة بعد ذلك نفت أن تكون الصور لابنيها وهددت بمقاضاة السي إن إن إذا قامت بنشر تلك الصور.
وتقول الشبكة في ختام التقرير أنّها تلقت مكالمة من شخص قال إنّه آدم الإبن الأكبر وصف فيها أمّه بالأم الرائعة وقال إنّها لا ترفض طلباً لهما وأنّهما إذا طلبا منها حجز تذاكر لولايات المتحدة فلن تمانع غير أنّ شانون يتهم الأم بأنّها شوهت صورته لدى أولاده وإن كان على ثقة من أنّ الأبناء سيعودون للولايات المتحدة كمواطنين أمريكيين بعد بلوغهما 18 عاماً وسيعرفون حينها حقيقة والدهما الذي لم يتوقف عن حبهما ومحاولة استعادتهما كأبّ طوال تلك السنوات.